الخميس، 6 سبتمبر 2018

مقال: أنواع التفكير


 مقال: أنواع التفكير

إعداد الباحث:
محمد جمال صالح محمد
معيد بقسم المناهج وطرق التدريس
تخصص " مناهج وطرق تدريس التاريخ "
كلية التربية – جامعة أسوان

تشير مراجع التفكير إلى ان هناك أنماط وأنواع وأشكال متعددة من التفكير ومن تصنيفات أشكال التفكير إلى الأشكال  الأولية والأشكال المركبة او الأشكال السطحية والعميقة وقد تبين ان العلماء والباحثين يؤكدون على ان للتفكير أنواعا عديدة ، لذا يجب عليهم التمييز بين كل نوع عن الآخر وهذه الخطوة ما هي إلا دليل الاهتمام بدراسته وفك رموزه .
سوف نستعرض بشكل موجز لبعض هذه الأنواع  لإعطاء القارئ العزيز فكرة عنها
وهي كما يأتي :
1- التفكير العلمي : 
هو نشاط عقلي منظم قائم على العمل والبرهان والتجربة ويستخدمه الإنسان في معالجة مواقف مجبرة واستقصاء المشكلات بمنهجية سليمة منظمة في نطاق مسلمات عقلية واقعية .
هو ذلك النوع من التفكير المنظم الممكن استخدامه في حياتنا اليومية من عمل او غيره او في العلاقات مع العالم المحيط وهو مبني على مجموعة من المبادئ التي يطبقها الفرد وهو ينبثق من المعرفة ويتضمن المنطق وحل المشكلات والتفكير بأحداث الحياة اليومية بشكل منظم وتراكمي وهو تراكمي
وهو  تفكير هادف يوصل الفرد الى الفهم وتفسير الظواهر المختلفة والتنبؤ بحدوثها .
أي  بمعنى آخر هو عملية ذهنية تعتمد على العلم ونتائجه وعلى العقل والبرهان ويهدف الى فهم الظواهر وتفسيرها والتنبؤ بها أيضا ويهدف الى حل المشكلات وتفسيرها ومعرفة أسبابها عن طريق    تحليلها ويقوم على الملاحظة والاستقرار والاستنتاج ويستطيع الكشف عن القوانين التي تتحكم في الظواهر المختلفة ويؤدي إلى ولادة معارف جديدة
   2-التفكير الناقد Critical Thinking.
 يعتبره البعض تفكيرا شاملا معقولا يعتمد على ما يعتقد به الفرد او يقوم بأدائه ويتضمن قابليات وقدرات ويعتبره البعض استدلالا منطقيا وهو يعتمد على الدقة في ملاحظة الوقائع التي لها علاقات بموضوعات معينة من اجل مناقشتها وتقويمها ومن ثم استخلاص النتائج بطريقة منطقية سليمة والاعتماد على الموضوعية العلمية  والابتعاد عن العوامل الذاتية كالأفكار السابقة والعاطفية ويعتبره البعض بانه قرار مدروس بشكل جيد من الفرد لقبول او رفض موقف ما بحيادية تامة .
 او هو اتخاذ القرار الجيد المدروس لرفض أو قبول أو تعليق الحكم على شيء ما
3- التفكير الإبداعي أو الأبتكاري  Creative Thinking
هو مظهر سلوكي في نشاط الفرد يظهر من خلال تعامله مع أفراد المجتمع ويتسم بالحداثة وعدم النمطية او جمود الفكر مع انتاج يتصف بالجدة ونتكلم بالتفصيل عنها بعد  قليل
هو عملية صب عدة عناصر يتم استدعاؤها في قالب جديد يحقق حاجة محددة أو التوصل الى نواتج أصيلة لم تكن معرفة سابقا.
يعني قدرة الإنسان على إبداع ما هو فريد من نوعه أو خارق للعادة الأمر الذي يدفع الإنسان الى ابتكار الجديد.
4-التفكير الخرافي: 
: وهو ربط أفكار الفرد بروابط  غير حقيقية فبعض الأفراد يصطنعون أحداث أسبابا لا تبدو مسببة او تحدث صدفة بطريقة عشوائية حيث يقيمون بينها سببية تفتقر الى علاقة مفهومة وهو تطبيق وهمي لترابط المعني عن المشابهة والاتصال يقوم على أمور غير عقلانية وهو يفسر الحوادث بتفسير ترتبط بحقائق واقعية ملموسة بل يعزوها الى أسباب فوق طبيعية وعلى أساس عقلاني غامض يعتمد الخيال غير القابل للتبرير على أساس عقلي .
ويقوم على نسبة او عزو الظواهر الطبيعية إلى أسباب ميتا فيزيقية او علل غير صحيحة
هو تفكير غير علمي لا يعتمد على التجربة والأدلة المنطقية بل يعتمد القصص الخيالية والأساطير وفيه ملجأ الفرد الى أسباب غير طبيعية لتفسير او حل مشكلات طبيعية يعزونها الى علل غير صحيحة او غيبية لا يستطيع تحديدها او التحكم فيها .

5- التفكير الاستدلالي :
 يقوم صاحبه على استنتاج صحة حكم معين من أحكام أخرى
يعتمد هذا الأسلوب على المنطق من حيث أن تطبيقه لقواعد عامة صحيحة في البرهنة على صحة القضايا الخاصة ، فنظريات الهندسة تعتبر قواعد عامة صحيحة لأن صحتها تثبت بالبرهان ويعتبر كل تمرين قضية خاصة.وعند استخدام التفكير الاستدلالي يجب ملاحظة أن كل خطوة من خطواته لابد وأن تستند إلى قاعدة صحيحة ، وأي خطوة ليس لها هذا السند لا تعتبر صحيحة 

6-التفكير المنطقي: 
               يتضمن هذا النوع من التفكير عمليات ذهنية راقية يكون فيها الفرد حيوياً فاعلاً ويتطلب مخزوناً معرفياً منظماً مدمجاً في بناء الفرد المعرفي كما يتطلب انتباهاً مستمراً لتحقيق الهدف، ويبدأ التفكير المنطقي بخبرات حسية ثم يتطور الى خبرات متدنية التجريد ثم الى خبرات أكثر تجريداً ويسمى هذا النمط من التفكير بتفكير الصندوق الزجاجي .
 ويحدث التفكير المنطقي عندما يواجه الفرد مشكلة ما لايجد لها حلا جاهزا أو أسلوب تجريبيا، لانه يمارسه لمحاولة معرفة الأسباب والعلل التي تكمن وراء الأشياء وهو يقوم على أدلة وبراهين نظرية  يوصف بأنه تفكير قصدي موجه ويتضمن بذل مجهود فكري كبير .
  ويعد التفكير المنطقي النوع الأكثر تعقيداً من بين أنواع التفكير الأخرى إذ يجمع بين التفكير الذي هو عبارة عن نشاط ذهني يستخدمه الفرد كلما جَدَّ لديه سؤال يتطلب إجابة أو مشكلة تحتاج إلى حل أو قرار يجب ان يتخذ،  والمنطق (الذي يقصد به علم النفس الواضح) ومن ثم فالتفكير المنطقي هو  الذي يمارس عند محاولة تبين الأسباب والعلل التي تكمن وراء الأشياء ومحولة معرفة نتائج ما قد نقوم به من أعمال.  ولكنه أكثر من ذلك إذ يعني الحصول على أدلة تؤيد أو تثبت صحة وجهة نظر معينة أو تنفيها

7- التفكير التأملي أو تفكير حل المشكلة :
    يعد التفكير التأملي أحد أنماط التفكير التي يلجأ إليها الفرد عندما يواجه موقف أو مشكلة تحتاج إيجاد حل مناسب، إن هذا النوع من التفكير من العمليات العقلية العليا والتي تطرق إليها جون ديوي في كتابه كيف نفكر منذ عام (1910) إذ أكد على أن نماذج التعليم التي تقدم للطلبة سوف تساعدهم على تطوير طرائقهم الخاصة والتأمل عند النظر إلى العالم والقدرة على مواجهة أي موقف مفترض أو حل أية مشكلة تواجههم، وقد استخدم جارلز هابارد (Charles Hubbard, 1920) مفهوم التفكير التأملي عندما ركز على حل المشكلات الاجتماعية، وفي عام 1960 أكد كوردول وفيليب أن التفكير التأملي يجب أن يستخدم كأحد طرائق التعليم

8-  التفكير الترابطي:
وهو ربط  صاحب هذا النوع من التفكير  بين المثيرات والاستجابات في المواقف المختلفة التي تواجهه  ويأتي هذا النوع من التفكير نتيجة التكرار والمحاولة والتعلم .

9- التفكير الشامل:
وهو تفكير موجه يتم فيه توجيه العمليات التفكيرية الى أهداف محددة ويعتمد على الاستنباط والاستقراء لكي يصل الفرد لحل مشكلته

10- التفكير ألاستبصاري:
 وهو نوع من التفكير يصل فيه الفرد الى حل فجأة وذلك من خلال قيامه بالتفكير بالمشكلة بشكل جاد وإدراك العناصر فيها والعلاقات حتى تأتي مرحلة الاستبصار

11-   التفكير عالي الرتبة :Higher Order Thinking
 بأنه التفكير الغني بالمفاهيم والذي يتضمن تنظيما ذاتيا لعملية التفكير ويسعى إلى الاستكشاف والتساؤل خلال البحث والدراسة او التعامل مع مواقف الحياة المختلفة

12- التفكير التسلطي:
 وهو تفكير يحكم على الفورية والتلقائية والنقد والإبداع بالإعدام وقد يرجع سبب تبنيه إلى أساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة وهو تفكير مغلق ويتمسك صاحبه بالأفكار المتطرفة التي يتصف بالجمود والثبات والميل الى القبول المطلق او الرفض المطلق مع مقارنة التغيير وعدم تحمل الغموض او الضغوط النفسية ويمتاز صاحبه بنظرة سطحية للحياة وعدم التشاؤم إزاء المعتقدات وهو معادي للتفكير العلمي ويسود هذا التفكير بين العسكريين كالقول (نفذ ثم
ناقش ) ما انه لا يساعد على التكيف لأنه يخلق الخوف في نفوسهم ويقتل الثقة بالنفس والجرأة والمبادرة .
13- التفكير المساير او التوفيقي
 ويتصف صاحبه بالمرونة وعدم الجمود والقدرة على استيعاب ويظهر صاحبه تقبلا لأفكار الآخرين ويغير من أفكاره ليجد طريقا وسيطا يجمع بين طريقته في المعالجة وأسلوب الآخرين فيها وهو يفق الفجوات الذهنية بين الأفراد في القرارات لحل مشكلة ما ويميل إلى ربط أفكار الفرد بأفكار الآخرين الأمر الذي يساعد الفرد على التخلص من الصعوبات التي يواجهها وتبني سياسة الأخذ والعطاء في كل موقف .
14- التفكير التصوري
 يعتمد صاحبه على استخدام وسائط رمزية للتفاعل مع العالم الخارجي من اجل تكوين المفاهيم ويرتبط بقدرة الفرد على التفكير المجرد .

15- التفكير ما وراء المعرفي : 
ويعد هذا النمط من التفكير من أعلى مستويات التفكير حيث يتطلب من الفرد ان يمارس عمليات التخطيط والمراقبة والتقويم لتفكيره بصورة مستمرة كما يعد من أنماط التفكير الذاتي المتطور والذي يتعلق بمراقبة الفرد لذاته وكيفية استخدامه لتفكيره أي انه التفكير في التفكير .

مقال: مهارات التفكير البصري

مقال: مهارات التفكير البصري
إعداد الباحث:
محمد جمال صالح محمد
معيد بقسم المناهج وطرق التدريس
تخصص " مناهج وطرق تدريس التاريخ "
كلية التربية – جامعة أسوان

1 . مهارة القراءة البصـرية : تعني القدرة على تحديد أبعاد وطبيعة الشكل أو الصورة المعروضة
2 . مهارة التمييز البصري :  تعني القدرة على التعرف الشكل أو الصورة المعروضة ، وتمييزها
                               عن الأشكال الأخرى أو الصور الأخرى .
3 . مهارة إدراك العلاقـــات : القدرة على رؤية علاقة التأثير والتأثر من بين المواقع الظاهــــــــــــــرات
                               المتمثلة في الشكل أو الرسم المعروضة .
4 . مهارة تفسير المعلومات: القدرة على إيضاح مدلولات الكلمات والرموز والإشارات فــــــــــــــــــــــــــــــــــي
                               الأشكال وتقريب العلاقات بينهما .
5 . مهارة تحليل المعلومات : تعني قدرة المتعلم في التركيز على التفاصيل الدقيقة والاهتمـــــــــــــــــــام
                                بالبيانات الكلية والجزئية .
6 . مهارة استنتاج المعني : تعني القدرة على استخلاص معاني جديدة والتوصل إلــــــــــــــى مفاهيم

الأربعاء، 5 سبتمبر 2018

مقال: ملخص رسالة الماجستير والدكتوراة

 مقال: ملخص رسالة الماجستير والدكتوراة

 إعداد الباحث:

محمد جمال صالح محمد

معيد بقسم المناهج وطرق التدريس
تخصص " مناهج وطرق تدريس التاريخ "
كلية التربية – جامعة أسوان

ملخص الرسالة العلمية المقدمة للمناقشة في الجامعة المسجل بها الباحث العلمي يجتمع به اهم المعلومات حول الرسالة العلمية وفحواها واجزائها كما يلي:-
  • مشكلة الدراسة العلمية موضوع الدراسة التي يطبق عليها الخطوات الاجرائية للدراسة.
  • عينة الدراسة او المشاركين فيها، يسميها البعض البعد الاجتماعي والمشاركين في البحث.
  • المنهج العلمي او كما يطلق عليها في الجامعات العربية المنهجية العلمية، وهي كل التجارب والخطوات التطبيقية حول موضوع البحث.
  • مستويات الدلالة ونتائج الدراسة.
  • الخاتمة التي يتناول فيها الباحث خلاصة رسالة الماجستير او الدكتوراه.

مقال: اجزاء الرسالة العلمية “مكونات البحث”

اجزاء الرسالة العلمية “مكونات البحث” 

إعداد الباحث:
محمد جمال صالح محمد
معيد بقسم المناهج وطرق التدريس
تخصص " مناهج وطرق تدريس التاريخ "
كلية التربية – جامعة أسوان

ما الاجزاء الاساسية للبحث العلمي؟ للبحث العلمي –سواء اكانت رسالة ماجستير او دكتوراه- اجزاء هي مكوناته الاساسية كما يلي:-
  • العنوان المناسب للدراسة، ويضم اهم المتغيرات في الرسالة موضوع الدراسة.
  • فصل المقدمة او التمهيد او الاطار العام لرسالة الماجستير او رسالة الدكتوراه، التعريف بالرسالة العلمية وعرض اسئلتها ونتائجها ومنهجها العلمي.
  • الاطار النظري للرسالة وبه يكتب الباحث المادة العلمية للدراسة.
  • الدراسات السابقة، تتبع اوقات كثيرة الاطار النظري للدراسة وتنتمي اليه، تلخيص للدراسات السابقة المشتركة مع الدراسة الحديثة في نفس مشكلة البحث. يستخدم الباحث كل امكانياته المادية من اجل الوصول الى اكثر الدراسات السابقة مناسبةً لمناقشتها وتلخيصها في فصل الدراسات السابقة.
  • ادوات الدراسة المستخدمة في جمع المعلومات حول موضوع البحث وسؤاله الاول، يحكم الباحث ادوات الدراسة وتحكيمها.
  • منهجية الدراسة، وما بها من تجارب او خطوات عملية لحل مشكلة البحث وتوضيح مدى ملائمته لموضوع الدراسة واثره على النتائج.
  • التحليل الاحصائي للمعلومات للوصول الي بيانات صحيحة.
  • النتائج والتوصيات العلمية هي ما نتج عن البحث العلمي ككل وتطبيقاته العملية، يعرض الباحث العلمي نتائجه ويناقشها، يربطها مع فرضيات البحث او اسئلته العلمية.
  • خاتمة البحث والملحقات العلمية، يسرد فيها الباحث لمحات سريعة عن ما توصلت اليه الرسالة من حقائق وما انطلقت منه حول موضوع الدراسة واسئلتها.

مقال: الدراسات الاجتماعية والتفكير

مقال: الدراسات الاجتماعية والتفكير التاريخي


إعداد الباحث:
محمد جمال صالح محمد
معيد بقسم المناهج وطرق التدريس
تخصص " مناهج وطرق تدريس التاريخ "
كلية التربية – جامعة أسوان

     إن قيمة الإنسان تكمن فيما يحسنه ومن ذلك إحسانه في إعمال عقله وتفعيل تفكيره فيما حوله، ولذا يظهر مستوى تفكيره في أسلوب كلامه وطريقة كتابته، وقد قيل (المرْء بِأَصْغَرَيهِ) وأصغراه قلبه ولسانه.
     وبعد القراءة والاطلاع لأهمية الدراسات الاجتماعية، ولتخصصي في هذا العلم، سألقي الضوء على أهميته وعلاقته بالتفكير. وعلى وجه الخصوص التفكير التاريخي، وكيف يكون معلم الدراسات الاجتماعية قادرًا على تنمية قدرات طلابه على مجال التفكير.
     تعتبر الدراسات الاجتماعية من أكثر المناهج صلة وارتباطًا بواقع المجتمع، ومشكلاته وتحدياته ويعتبر إعداد أفراد المجتمع ليكونوا قادرين على المشاركة في بناء مجتمعاتهم من الأهداف التي تسعى إليها مناهج الدراسات الاجتماعية، ولكي يتحقق هذا الهدف وما نسعى إليه من إعداد وإيجاد متعلم قادرًا على التعرف على قضايا مجتمعه ومشكلاته وواعيًا بها، وجعله يسهم في معالجتها وإيجاد البدائل التي تحقق المزيد من التقدم، يصبح لزامًا علينا أن نهتم بتنمية التفكير بكل أنواعه: التأملي، التحليلي، الناقد، الإبداعي، التاريخي.
      وسأخصص حديثي عن نوع من أنواع التفكير الذي يُنمى من خلال الدراسات الاجتماعية خاصة التاريخ "التفكير التاريخي وهو أحد أنواع التفكير الذي تسعى المؤسسات التربوية إلى إكسابه للمتعلمين من خلال دراستهم لمقررات التاريخ، وتكمن أهمية هذا النوع من التفكير في أنه يتطلب أكثر من مجرد إتقان الحقائق التاريخية، فهو يتعداها إلى البحث عن العلاقات بينها، والتوصل إلى مفاهيم تاريخية، وتطبيق تلك المفاهيم للتوصل إلى فروض حول السبب والنتيجة، والتي يجب أن تُدعَم بالأدلة التاريخية.
    كما تسهم الدراسات الاجتماعية في إكساب المتعلمين مهارات التفكير التاريخي لأنها تتمشى مع طبيعته، فالتاريخ علم نقد، وتحقيق يقوم على التحليل، والتعليل، ووزن قيمة الأدلة، والربط بين الأسباب والنتائج وإرجاع الأمور إلى أسبابها الحقيقية، واكتشاف التعليلات والقدرة على المقارنة، ولهذه المهارات قيمتها في تربية المتعلمين تربية عقلية سليمة، كما أن تنمية التفكير التاريخي لدى المتعلمين يكسبهم القدرة على فحص كل ما يعرض عليهم من أحداث تاريخية، ونقدها وتحليلها، ويساعد على إعداد جيل قادر على تتبع الأحداث التاريخية، وعمل تصور مستقبلي لها.
    إن مهارات التفكير التاريخي تعني: "قدرة المتعلم على فهم واستيعاب الحقائق التاريخية الواردة في مناهج التاريخ، باستخدام طريقة تفكير تجعله قادرًا على تحليل العلاقة القائمة بين تلك الحقائق، وجمع البيانات والأدلة التاريخية من مصادرها الأصلية وتنظيمها، وتصنيفها، وتفسيرها، ووزن الأدلة التي تتضمن وجهات نظر مختلفة، واستبعاد التحيز منها، وإصدار الأحكام عليها، وتطبيق المفاهيم المجردة، من أجل تطوير فرضيات عن السبب والنتيجة تدعمها الأدلة والبراهين".      
      إن دور معلم الدراسات الاجتماعية يكمن في القدرة على تنمية قدرات طلابه على التفكير، فلا بد أن يكون على مستوى عالٍ من التمكن في العديد من الجوانب؛ من خلال  توظيف القضايا التاريخية في معالجة مشكلات الطلاب ومشكلات البيئة والمجتمع وذلك لربط المدرسة بالمجتمع.
    كما أن من الأدوار الرئيسة لمعلم الدراسات الاجتماعية معالجة المعتقدات الخاطئة التي يدور حولها الجدل والخلاف في المجتمع، وإيجاد جو من الشك، بحيث لا يقبل الطالب أية معلومات بغير فهم، ولا يؤمن بأي معتقد من غير تمحيص، وإيجاد جو من التشاركية، لكون كل فكرة في مجال الدراسات الاجتماعية قابلة للمناقشة وكل رأي وله رأي آخر، ولن يتحقق التعليم وتنمية التفكير كما يجب إلا بتوفر هذا الجو، وعليه أيضًا الابتعاد عن التركيز على التلقين أو الأسئلة المغلقة، والإكثار من توجيه الأنواع التالية من الأسئلة (ما رأيك، حلل، علل، ما أوجه الشبه أو الاختلاف، ما رأيك، أوجد العلاقة) وتسمى الأسئلة المفتوحة، فهي جديرة في تنمية التفكير بأنواعه.
     وفي مجال تقويم التفكير فعلى معلمي الدراسات الاجتماعية القيام بدور هام في تقويم مدى اكتساب الطلاب للمعارف والمهارات وتوظيفها في مواقف جديدة من خلال الارتكاز على مهارات التفكير، ومن هنا لابد لنا من مراعاة كون عملية تقويم التفكير لا تنعزل عن عملية تقويم جوانب التعليم الأخرى، ولا بد من تنوع الأساليب المستخدمة لتقويم التفكير، ومنها؛ إستراتيجية المناقشة المخططة لها، وإستراتيجية التساؤل، والبحوث والتقارير، وتقويم الأعمال الإنشائية، ودراسة الحالة، وكذلك تأتي الأنشطة (المغلقة - المفتوحة) وهي ما يتعلق بقيام المعلم بأنشطة ذات أبعاد متعددة تسهم في تنمية مهارات التفكير التاريخي، كزيارة الشخصيات التاريخية والمتاحف، والمواقع التاريخية، وإعداد المعارض لها، كما أن استراتيجية تمثيل الأدوار من خلال القيام بمسرحيات تاريخية ستسهم كثيرًا في فهم الأحداث التاريخية ودلالاتها وأسبابها وانعكاساتها على الواقع المعاصر، ولهذه الأنشطة دور كبير في تنمية مهارات تفكير أخرى كمهارات التفكير الإبداعي، وكذلك مهارات التفكير الناقد.
      ومما يعيق معلم الدراسات الاجتماعية عن تنمية تفكير طلابه، إذا افتقد هذا المعلم لإستراتيجيات التدريس التي تؤهله وتساعده لتنمية التفكير التاريخي لدى طلابه، وعدم تفعيله للأهداف المضمنة بالمناهج والمتعلقة بتنمية التفكير في حال وجودها، واذا اعتمد على طرق تدريس تقليدية، وعدم تفعيله للأنشطة التي تساعد على تنمية التفكير، وإهماله للنمو الانفعالي والأخلاقي والإبداعي لطلابه وتركيزه على الجانب المعرفي
     وأخيرًا.. لابد من أن يركز المعلم أثناء حصصه الدراسية على إبراز مواهب طلابه بمختلف مستوياتهم ويراعي الفروق الفردية لديهم، ويثق دائما بقدرات طلابه المتفوقين والضعفاء أيضا، ويثري حصته التعليمية بالعديد من الحقائق التاريخية التي تربطهم بالعالم المحيط بهم, وبعصر العولمة والتكنولوجيا، فكلمة شكر وثناء لكل معلم عمل على الاهتمام بتنمية تفكير طلابه.
المراجع:
خريشة، علي (2004م). مهارات التفكير التاريخي في كتب التاريخ للمرحلة الثانوية. جامعة الإمارات العربية المتحدة، مجلة كلية التربية، السنة التاسعة عشر، العدد(21).
علي، صفاء محمد (2008م). رؤى معاصرة في تدريس الدراسات الاجتماعية. القاهرة: عالم الكتب. 

مقال: أنواع التفكير


مقال: أنواع التفكير

إعداد الباحث:
محمد جمال صالح محمد
معيد بقسم المناهج وطرق التدريس
تخصص " مناهج وطرق تدريس التاريخ "


كلية التربية – جامعة أسوان 
  
أساسي ( ويشتمل على المعرفة والاستدعاء، الاستيعاب والتفسير، الملاحظة، التطبيق، المقارنة، التصنيف، التلخيص، تنظيم المعلومات (
 المركب ( ويشتمل على الناقد، الإبداعي، حل المشكلات، اتخاذ القرار(
 فوق المعرفي ( ويشتمل على التخطيط، مراقبة، تقويم(
الفرق بين التفكير الأساسي والتفكير الإبداعي
التفكير الأساسي:
·  يعرف ما يبحث عنه.
·  يحفر في مكان واحد إلى الأسفل ليتوصل إلى حل واحد للمشكلة.
·  تسلسلي تعتمد كل خطوة على سابقتها.
·  النتيجة صحيحة لصحة الخطوات.
·  ينظر للمألوف بطريقة مألوفة أي ينظر للأمور البارزة أو المعتادة في الموضوع.
التفكير الإبداعي:
يبحث ولا يعرف ما يبحث عنه حتى يجده.
يحفر في أماكن متعددة فيتوصل لمجموعة من الأفكار لموضوع واحد في اتجاهات مختلفة (جانبي، تباعدي(
وثابت يتم القفز إلى الفكرة الجديدة وبعدها تسد الفجوة.
قد تكون أفكار خاطئة أو غير مقبولة في البداية ثم يتم تحسينها وتطويرها.
ينظر بطريقة غير مألوفة أي بمنظار واسع.
كتاب واحد لجميع المقررات يتم تفكيكه وتجميعه.
أنواع التفكير المركب:
 1 ـ التفكير الناقد.
 2 ـ التفكير الإبداعي.
 3 ـالتفكير العلمي.
 4 ـ التفكير المنطقي.
 5 ـ التفكير المعرفي.
 6 ـ التفكير فوق المعرفي.
 7 ـ التفكير الخرافي.
 8 ـ التفكير التسلطي.
 9 ـ التفكير التوفيقي أو المساير.
ويشمل كل نوع من أنواع التفكير السابقة عدة مهارات تميزه عن غيره.
 طبيعته وتعريفاته وخصائصه ومهاراته.
أولاً ـ التفكير الناقد:
 يعد التفكير الناقد من أكثر أشكال التفكير المركب استحواذاً على اهتمام الباحثين والمفكرين التربويين، وهو في عالم الواقع يستخدم للدلالة على مهام كثيرة منها:
الكشف عن العيوب والأخطاء، والشك في كل شيء، والتفكير التحليلي، والتفكير التأملي، ويشمل كل مهارات التفكير العليا في تصنيف بلوم.
* تعريفه: عرفه بعضهم بأنه فحص وتقييم الحلول المعروضة.
وهو حل المشكلات، أو التحقق من الشيء وتقييمه بالاستناد إلى معايير متفق عليها مسبقاً.
وهو تفكير تأملي ومعقول، مركَّز على اتخاذ قرار بشأن ما نصدقه ونؤمن به أو ما نفعله.
والتفكير الناقد هو التفكير الذي يتطلب استخدام المستويات المعرفية العليا الثلاث في تصنيف بلوم ( التحليل ـ التركيب ـ التقويم ).
 مهارات التفكير الناقد:
لخص بعض الباحثين مهارات التفكير الناقد في الآتي:
 1 ـ التمييز بين الحقائق التي يمكن إثباتها.
 2 ـ التمييز بين المعلومات والادعاءات.
 3 ـ تحديد مستوى دقة العبارة.
 4 ـ تحديد مصداقية مصدر المعلومات.
 5 ـ التعرف على الادعاءات والحجج.
 6 ـ التعرف على الافتراضات غير المصرح بها.
 7 ـ تحديد قوة البرهان.
 8 ـ التنبؤ بمترتبات القرار أو الحل.
 معايير التفكير الناقد:
 يقصد بمعايير التفكير الناقد تلك المواصفات العامة المتفق عليها لدى الباحثين في مجال التفكير، والتي تتخذ أساساً في الحكم على نوعية التفكير الاستدلالي أو التقويمي الذي يمارسه الفرد في معالجة الموضوع ويمكن تلخيص هذه المعايير في التالي:
1 ـ الوضوح: وهو من أهم معايير التفكير الناقد باعتباره المدخل الرئيس لباقي المعايير الأخرى، فإذا لم تكن العبارة واضحة فلن نستطيع فهمها، ولن نستطيع معرفة مقاصد المتكلم، وعليه فلن يكون بمقدورنا الحكم عليه.
2 ـ الصحة: وهو أن تكون العبارة صحيحة وموثقة، وقد تكون العبارة واضحة ولكنها ليست صحيحة.
3 ـ الدقة: الدقة في التفكير تعني استيفاء الموضوع صفة من المعالجة، والتعبير عنه بلا زيادة أو نقصان.
4 ـ الربط: ويقصد به مدى العلاقة بين السؤال أو المداخلة بموضوع النقاش.
5 ـ العمق: ويقصد به ألا تكون المعالجة الفكرية للموضوع أو المشكلة في كثير من الأحوال مفتقرة إلى العمق المطلوب الذي يتناسب مع تعقيدات المشكلة، وألا يلجأ في حلها إلى السطحية.
6 ـ الاتساع: ويعني الأخذ بجميع جوانب الموضوع.
7 ـ المنطق: ويعني أن يكون الاستدلال على حل المشكلة منطقياً ؛ لأنه المعيار الذي استند إليه الحكم على نوعية التفكير، والتفكير المنطقي هو تنظيم الأفكار وتسلسلها وترابطها بطريقة تؤدي إلى معنى واضح، أو نتيجة مترتبة على حجج معقولة.
 التفكير الإبداعي:
 تعريفه: هو نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول، أو التوصل إلى نتائج أصيلة لم تكن معروفة سابقاً.
 يتميز التفكير الإبداعي بالشمول والتعقيد، لأنه ينطوي على عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة.
 مهارات التفكير الإبداعي:
أولاً ـ الطلاقة: وهي القدرة على توليد عدد كبير من البدائل أو الأفكار عند الاستجابة لمثير معين، والسرعة والسهولة
في توليدها، وهي في جوهرها عملية تذكر واستدعاء لمعلومات أو خبرات أو مفاهيم سبق تعلمها.
وتشتمل الطلاقة على الأنواع التالية:
 1 ـ الطلاقة اللفظية.
 2 ـ طلاقة المعاني.
 3 ـ طلاقة الأشكال.
ثانياً ـ المرونة: وتعني القدرة على توليد الأفكار المتنوعة التي ليست من نوع الأفكار المتوقعة عادة، وتوجيه أو تحويل مسار التفكير مع تغير المثير أو متطلبات الموقف، وهي عكس الجمود الذهني الذي يعني تبني أنماط ذهنية محددة سلفاً وغير قابلة للتغير حسب ما تستدعي الحاجة.
 ثالثاً ـ الأصالة: وتعني الخبرة والتفرد، وهي العامل المشترك بين معظم التعريفات التي تركز على النواتج الإبداعية كمحل للحكم على مستوى الإبداع.
 رابعاً ـ الإفاضة: وهي القدرة على إضافة تفاصيل جديدة ومتنوعة لفكرة أو حل المشكلة. 
خامساً ـ الحساسية للمشكلات: ويقصد بها الوعي بوجود مشكلات أو حاجات أو عناصر ضعف في البيئة أو الموقف.
الفرق بين التفكير الناقد والتفكير الإبداعي:
 التفكير الناقد                                                  التفكير الإبداعي
1 ـ تفكير متقارب.                                           1 ـ تفكير متشعب.
2 ـ يعمل على تقييم مصداقية أمور موجودة.            2 ـ يتصف بالأصالة.
3 ـ يقبل المبادئ الموجودة ولا يعمل                      3 ـ عادة ما ينتهك مبادئ موجودة
على تغييرها. ومقبولة.                                     
4 ـ يتحدد بالقواعد المنطقية،                               4 ـ لا يتحدد بالقواعد المنطقية،
يتطلبان وجود مجموعة من الميول والاستعدادات لدى الفرد.
يستخدمان أنواع التفكير العليا كحل المشكلات واتخاذ القرارات وصياغة المفاهيم.

التفكير المعرفي:
 مهاراته:
 1 ـ مهارات التركيز:
* توضيح ظروف المشكلة.
* تحديد الأهداف.
 2 ـ مهارات جمع المعلومات:
* الملاحظة: وتعني الحصول على المعلومات عن طرق أحد الحواس أو أكثر.
* التساؤل: وهو البحث عن معلومات جديدة عن طريق إثارة الأسئلة.
 3 ـ التذكر:
 * الترميز: ويشمل ترميز وتخزين المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد.
 * الاستدعاء: استرجاع المعلومات من الذاكرة طويلة الأمد.
 4 ـ مهارات تنظيم المعلومات:
 * المقارنة: وتعني ملاحظة أوجه الشبه والاختلاف بين شيئين أو أكثر.
 * التصنيف: وضع الأشياء في مجموعات وفق خصائص مشتركة.
 * الترتيب: وضع الأشياء أو المفردات في منظومة أو سياق وفق أسس معينة
 5 ـ مهارات التحليل:
 * تحديد الخصائص والمكونات والتمييز بين الأشياء.
 * تحديد العلاقات والأنماط، والتعرف على الطرائق الرابطة بين المكونات.
 6 ـ المهارات الإنتاجية / التوليدية:
* الاستنتاج: التفكير فيما هو أبعد من المعلومات المتوافرة لسد الثغرات فيها
* التنبؤ: استخدام المعرفة السابقة لإضافة معنى للمعلومات الجديدة، وربطها بالأبنية المعرفية القائمة.
* الإسهاب: تطوير الأفكار الأساسية، والمعلومات المعطاة، وإغناؤها بتفصيلات مهمة، وإضافات قد تؤدي إلى نتاجات جديدة.
* التمثيل: إضافة معنى جديد للمعلومات بتغيير صورتها ( تمثيلها برموز، أو مخططات، أو رسوم بيانية ).
 7 ـ مهارات التكامل والدمج:
 * التلخيص: تقصير الموضوع وتجديده من غير الأفكار الرئيسة بطريقة فعالة.
 * إعادة البناء: تعديل الأبنية المعرفية القائمة لإدماج معلومات جديدة.
 8 ـ مهارات التقويم:
 * وضع محكَّات: وتعني اتخاذ معايير لإصدار الأحكام والقرارات.
 * الإثبات: تقديم البرهان على صحة، أو دقة الادعاء.
 * التعرف على الأخطاء: وهو الكشف عن المغالطات، أو الوهن في الاستدلالات المنطقية، والتفريق بين الآراء والحقائق.
 التفكير فوق المعرفي:
 ظهر هذا النوع من أنواع التفكير في بداية السبعينات ليضيف بعدا جديدا في مجال علم النفس المعرفي، وفتح آفاق واسعة للدراسات التجريبية، والمناقشات النظرية في موضوعات الذكاء والتفكير والذاكرة والاستيعاب ومهارات التعلم.
تعريفه:
 اختلف المتخصصون في دراسة تعليم التفكير في وضع مفهوم محدد للتفكير فوق المعرفي، ورغم اختلاف هذه التعريفات إلا أننا نجد تقاربا واضحا في المضمون، ومن أهم التعريفات، وأكثرها شيوعا الآتي:
 التفكير فوق المعرفي: عبارة عن عمليات تحكم عليا، وظيفتها التخطيط والمراقبة والتقييم لأداء الفرد في حل المشكلة، أو الموضوع.
 * هو قدرة على التفكير في مجريات التفكير، أو حوله.
 * هو أعلى مستويات النشاط العقلي الذي يبقي على وعي الفرد لذاته.
 مهارات التفكير فوق المعرفية:
أولا ـ التخطيط: ومهارته هي:
 1 ـ تحديد الهدف، أو الشعور بوجود مشكلة، وتحديد طبيعتها.
 2 ـ اختيار استراتيجية التنفيذ ومهاراته.
 3 ـ ترتيب تسلسل الخطوات.
 4 ـ تحديد الخطوات المحتملة.
 5 ـ تحديد أساليب مواجهة الصعوبات والأخطاء.
 6 ـ التنبؤ بالنتائج المرغوب فيها، أو المتوقعة.
 ثانيا ـ المراقبة والتحكم: مهاراته:
 1 ـ الإبقاء على الهدف في بؤرة الاهتمام.
 2 ـ الحفاظ على تسلسل الخطوات.
 3 ـ معرفة متى يتحقق هدف فرعي.
 4 ـ معرفة متى يجب الانتقال إلى العملية التالية.
 5 ـ اختيار العملية الملائمة.
 6 ـ اكتشاف العقبات والأخطاء.
 7 ـ معرفة كيفية التغلب على العقبات، والتخلص من الأخطاء.
 ثالثا ـ التقييم: ومهارته هي:
 1 ـ تقييم مدى تحقيق الهدف.
 2 ـ الحكم على دقة النتائج وكفايتها.
 3 ـ تقييم مدى ملاءمة الأساليب التي استخدمت.
 4 ـ تقييم كيفية تناول العقبات والأخطاء.
 5 ـ تقييم فاعلية الخطة وتنفيذها.
 عوامل نجاح تعليم التفكير: 
 يترتب نجاح عملية تعليم التفكير ومهاراته على عدة عوامل هامة هي:
1 ـ المعلم.
2 ـ استراتيجية تعليم مهارة التفكير.
3 ـ البيئة المدرسية والصفية.
4 ـ ملاءمة النشاطات التعليمية لمهارات التفكير.
 وسأخص منها بالحديث المفصل دور المعلم؛ لأنه أحد مرتكزات التعليم الفاعلة التي يعتمد عليها تعليم عملية التفكير بنجاح، وكذلك استراتيجية تعليم مهارة التفكير لأنها موضوع الدراسة التي نحن بصددها.
 أولا ـ المعلم:
 يعد المعلم من أهم عوامل نجاح برنامج تعليم التفكير ؛ لأن النتائج المتحققة من تطبيق أي برنامج لتعليم التفكير ومهاراته تتوقف بدرجة كبيرة على نوعية التعليم الذي يمارسه المعلم داخل الغرف الصفية.
 وسنذكر في هذا السياق مجموعة من السلوكيات التي يجب على المعلمين التحلي بها من أجل توفير البيئة الصفية المناسبة لإنجاح عملية تعليم التفكر وتعلمه:
 1 ـ مراعاة الاستماع للطلاب:
 إن الاستماع للطلاب يمكن المعلم من التعرف على أفكارهم عن قرب.
 2 ـ احترام التنوع والانفتاح:
 يتطلب تعليم التفكير إدماج الطلاب في عملية التفكير ذاتها التي يقومون بتعلمها، أو وضعهم في مواقف تحتاج منهم ممارسة نشاط التفكير، وليس إشغالهم في البحث عن إجابة صحيحة لكل سؤال. لذلك فإن المعلم الذي يلح على الامتثال والتوافق مع الآخرين في كل شيء يقتل التفكير والأصالة والإبداع لدى الطلبة.
 3 ـ تشجيع المناقشة والتعبير:
 يحتاج الطلبة دائما إلى فرص للتعبير عن آرائهم، ومناقشة وجهات نظرهم مع زملائهم ومعلميهم. وعلى المعلم أن يهيئ لطلابه فرصا للنقاش، ويشجعهم على المشاركة فيه.
 4 ـ تشجيع التعلم النشط:
 يحتاج تعليم التفكير وتعلمه إلى قيام الطلاب بدور نشط يتجاوز حدود الجلوس والاستماع السلبي لتوجيهات المعلم وشروحاته وتوضيحاته.
 إن التعلم النشط يعني ممارسة الطلاب لعمليات الملاحظة والمقارنة والتصنيف والتفسير وفحص الفرضيات، والبحث عن الافتراضات، والانشغال في حل مشكلات حقيقية. لذلك على المعلم أن يغير من أنماط التفاعل الصفي التقليدية حتى يقوم الطلاب أنفسهم بتوليد الأفكار بدلا من اقتصار دورهم على الاستماع لأفكاره ليس غير.
 5 ـ تقبل أفكار الطلاب:
 يتأثر التعليم الذي يهدف إلى تنمية التفكير بكثير من العوامل التي تتراوح بين العواطف، والضغوط النفسية، والثقة بالنفس، وصحة الطالب، وخبراته الشخصية، وبين اتجاهات المعلم نحو طلبته. لهذا فإن المعلم مطالب بأن يلعب أدوارا عدة، من بينها دور الأب والمرشد والصديق والقائد والموجه. وعندما يتقبل المعلم أفكار الطلاب بغض النظر عن درجة موافقته عليها، فإنه يؤسس بذلك بيئة صفية تخلو من التهديد، وتدعو الطلاب إلى المبادرة والمخاطرة والمشاركة، وعدم التردد في التعبير عن أفكارهم.
 6 ـ إعطاء وقت كاف للتفكير:
 عندما يعطي المعلم طلبته وقتا كافيا للتفكير في المهمات والنشاطات التعليمية، فإنه يرسخ بذلك بيئة محفزِّة للتفكير التأملي، وعدم التسرع والمشاركة.
 7 ـ تنمية ثقة الطلبة بأنفسهم:
 تطور الثقة بالنفس نتيجة للخبرات الشخصية، وعندما تتوافر لدينا الثقة بأنفسنا، فإننا قد ننجح في حل مشكلات تتجاوز توقعاتنا. أما عندما تتقدم الثقة بأنفسنا فإننا قد نخفق في معالجة مشكلات بسيطة. لذلك فإن المعلم مطالب بتوفير فرص لطلبته يراكمون من خلالها خبرات ناجحة في التفكير حتى تنمو ثقتهم بأنفسهم، وتتحسن قدراتهم ومهاراتهم التفكيرية.
8 ـ إعطاء تغذية راجعة إيجابية:
 يحتاج الطلاب عندما يمارسون نشاطات التفكير إلى تشجيع المعلم، ودعمه حتى لا تهتز ثقتهم بأنفسهم. ويستطيع المعلم أن يقوم بهذه المهمة دون أن يحبط الطالب، أو يقسو عليه إذا التزم بالمنحى التقويمي الإيجابي بعيدا عن الانتقادات الجارحة، أو التعليقات.
 9 ـ تثمين أفكار الطلاب:
 من الطبعي أن يواجه المعلم مواقف كثيرة عندما يكون التركيز على تعليم التفكير في صفوف خاصة بالطلاب الموهوبين أو المتفوقين. والمعلم الذي يهتم بتنمية تفكير طلابه لا يتردد في الاعتراف بأخطائه، أو التصريح بأنه لا يعرف الإجابة عن سؤال ما. كما أنه لا يتوانى عن التنويه بقيمة الأفكار التي يطرحها الطلاب.
 ثانيا ـ استراتيجية تعليم مهارات التفكير:
 يتوقف نجاح برنامج تعليم مهارات التفكير على مدى توافر عناصر أخرى بالإضافة إلى توافر المعلم المؤهل، وتعد استراتيجية التعليم عنصرا في غاية الأهمية لتنفيذ برنامج تعليم التفكير بشكل فاعل، وسواء استخدم المعلم أسلوبا مباشرا، أم غير مباشر في تعليم أي مهارة تفكير.
 وتتألف الاستراتيجية لتعليم مهارات التفكير من عدة خطوات هي:
أولا ـ عرض المهارة:
 يقوم المعلم بعرض مهارة التفكير المطلوبة لأول مرة عندما يلاحظ أن طلابه بحاجة إلى تعلمها لإنجاز مهمات تعلمَّية تتعلق بموضوع الدرس، أو عندما يجد أن الموضوع الذي يدرِّسه مناسب لعرض المهارة، وشرحها. وفي كلتا الحالتين ينبغي أن يكون التركيز منصبا على تعليم المهارة ذاتها، وليس الانشغال بموضوع الدرس، أو الخلط بين المهارة ومحتوى الدرس.
 وخلال هذه المرحلة يتناول المعلم الأمور الآتية:
 1 ـ التصريح بأن هدف الدرس هو تعلُّم مهارة تفكير جديدة.
 2 ـ توضيح المصطلح اللغوي، أو اسم المهارة باللغتين العربية والإنجليزية (لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية).
 3 ـ إعطاء كلمات أخرى مرادفة لمفهوم المهارة، أو معناها.
 4 ـ تعريف المهارة بعبارة واضحة ومتقنة.
 5 ـ تحديد وتوضيح الطرق والمقاصد التي يمكن استخدام المهارة فيها سواء أكان ذلك في موضوع دراسي معين، أم في النشاطات المدرسية، أم الخبرات الشخصية للطلاب.
 6 ـ شرح أهمية المهارة والفوائد المرجوة من تعلمها، وإتقان استخدامها.
ثانيا ـ شرح المهارة:
 يتم شرح المهارة بعد الانتهاء من تقديم مهارة التفكير باختصار في مدة لا تتجاوز خمس دقائق، وفي هذه الخطوة يقوم المعلم بشرح القواعد، أو الخطوات التي يجب اتباعها عند تطبيق المهارة، مبينا كيفية تنفيذ ذلك وأسبابه، وحتى يسهل على الطلاب فهم الخطوات يحسن بالمعلم أن يعطي أمثلة من الموضوع الذي يقوم بتدريسه.
ثالثا ـ توضيح المهارة بالتمثيل:
 في هذه المرحلة يعرض المعلم مثالا من موضوع الدرس، ويقوم باستعراض خطوات تطبيق المهارة خطوة خطوة بمشاركة الطلاب، ويتضمن عرضه للمثال إنجاز المهارات الآتية:
 1 ـ تحديد هدف المهارة.
 2 ـ تحديد كل خطوة من خطوات التنفيذ.
 3 ـ إعطاء مبررات لاستخدام كل خطوة.
 4 ـ توضيح كيفية التطبيق وقواعده.
 5 ـ يفضل أن تكون أمثلة المعلم مأخوذة من موضوعات دراسية مألوفة لدى الطلبة، أو من خبراتهم الشخصية.
رابعا ـ مراجعة خطوات التطبيق:
 بعد أن ينتهي المعلم من توضيح المعارة بالتمثيل يقوم بمراجعة الخطوات التي استخدمت في تنفيذ المهارة، والأسباب التي أعطيت لاستخدام كل خطوة.
خامسا ـ تطبيق الطلاب للمهارة:
 يكلف المعلم الطلاب بتطبيق المهارة على مهارات أخرى مشابهة للمثال الذي تم عرضه باستخدام نفس الخطوات والقواعد التي يفضل أن تبقى معروضة على شفافية أمامهم أثناء قيامهم بالتطبيق. ويقوم المعلم أثناء التدريب بالتجول بين الطلاب لمساعدتهم في حالة وجود صعوبات لدى بعضهم، ويقترح أن يعملوا في شكل مجموعات.
سادسا ـ المراجعة الختامية:
 تتضمن هذه المرحلة مراجعة شاملة لمهارة التفكير التي تعلموها. ويقود المعلم عملية المراجعة لتتناول النقاط الآتية:
 1 ـ مراجعة خطوات تنفيذ المهارة، والقواعد التي تحكم استخدامها.
 2 ـ عرض المجالات الملائمة لاستخدام المهارة.
 3 ـ تحديد العلاقات بين المهارة موضوع الدرس، والمهارات الأخرى التي تعلموها.
 4 ـ مراجعة تعريف المهارة.