الجمعة، 31 أغسطس 2018

أخلاقيات البحث العلمى










أخلاقيات البحث العلمى

                                                                      إعداد الباحث:
محمد جمال صالح محمد
معيد بقسم المناهج وطرق التدريس
تخصص " مناهج وطرق تدريس التاريخ "
كلية التربية – جامعة أسوان
2016م- 1438هـ






بسم الله الرحمن الرحيم

الإهداء

      إلى كل معلم أفنى عمره لإضاءة الطريق أمام الأجيال المتطلعة إلى سبل العلم ، وإلى كل طالب علم يسعى جاهداً للنهل من منابع اللغة العربية التي لا ينضب معينها ، وإلى كل الذين يعملون دائماً للحفاظ على لغة القرآن الكريم من الضياع ، والانطلاق بها من رقدتها .
      إلى هؤلاء جميعاً ، أهدي هذا الجهد المتواضع ، لعله يكون لبنة نافعة من لبنات العلم ، أو شمعة مضيئة على طريق المعرفة .

الباحث



مقدمة
إن تقدم الدول في مجال العلم والمعرفة وتلك التي قطعت شوطاً في مجال التقدم والتنمية هي الدول التي إتخذت البحث العلمي اسلوباُ ووسيلة ومنهاجاً ففستطاعت ان تشخص مشكلاتها المختلفة وان تطوع امكانتها من أجل تحقيق التقدم و التنمية والرفاهية والازدهار لشعوبها .
وعليه فإن البحث العلمي يعتبر رصيداً قومياً وثروة وطنية يجب تشجيعه ودعمه بكل الوسائل وكافة الطرق، كما يجب ان يكون معلوماً. إن اصوليات واساسيات البحث العلمي واحدة مهما اختلفت التخصصات والطرائق وبالتالي فجوهر البحث العلمي واحد مهما اختلفت المسميات.
يتطلب البحث العلمي في شتي المجالات توافر مجموعة من القيم والمبادئ الأخلاقية في كل من يمارس البحث العلمي. وعلي الباحث أن يكون ملماً بتلك المعايير والقيم حتي يستطيع أن يحافظ علي حقوقة وصيانتها من كل ضرر ظاهر أو محتمل . ويخطئ من يتصور أن العملية البحثية لا تعدو مجرد فهم مجموعة من الأسس و الإجراءات التي تتصل بتحديد المشكلة وإعداد التصميم البحثي و تجميع البيانات والتعامل الإحصائي مع تلك البيانات وكتابة تقارير البحث وإنما هناك مجموعة من المعايير الأخلاقية التي تصاحب كل مرحلة من تلك المراحل .
(1)          تعريف البحث:
أ ـ تعريف (البحث) لغة: الطلب والتفتيش والتتبّع والتحرّي، قال الله تعالى: "فبعث الله غراباً يبحث في الأرض" سورة المائدة: 131.
ب ـ تعريف (البحث) اصطلاحا: هو دراسة مبنيّة على تقصٍ وتتبّع لموضوع مُعيّن وفق منهج خاص لتحقيق هدف مُعيّن: من إضافة جديد أو جمع متفرّق أو ترتيب مُختلط أو غير ذلك من أهداف البحث العلمي.

  (3)  أركان البحث العلمي:
للبحث العلمي ثلاثة أركان لا يقوم إلا عليها و كل واحد منها يُمثّل أمراً مُهمّاً في ظهوره بالمظهر الذي ينبغي أن يكون عليه وهي:
أما الموضوع: فهو محور الدراسة، وهو عبارة عن الفكرة أو المسألة أو القضية المقصودة بالبحث.
وأما المنهج: فيتمثّل في ترتيب المعلومات ترتيباً مُحكماً و في التزام الموضوعيّة التامّة وفي استعمال المعلومات استعمالاً صحيحاً في أسلوب علمي سليم وفي طريقة العرض وتأييد القضايا المعروضة بالأدلّة المُقنعة وتوضيحها بالأمثلة دون إجحاف لبعضها أو تحيّز للبعض الآخر .
وأما الشكل: فهو الطريقة التنظيميّة للبحث  التي تواضع العُرف العلمي العام على السير عليها ابتداء بتنظيم المعلومات على صفحة العنوان وغير ذلك من طريقة استعمال الهامش وتوثيق المعلومات وكتابة التعليقات وتدوين فهرس المصادر وغيره من الفهارس الأخرى وغير ذلك من علامات الترقيم والعناوين الجانبيّة .

  (3)أنواع البحث العلمي:
يتنوّع البحث العلمي أنواعاً مُختلفة باعتبارات مختلفة ومن ذلك ما يأتي :
أ ـ الاعتبار الأول: نطاق البحث من حيث العموم و الخصوص :
النوع الأول: أن يكون البحث عاماً بمعنى أن يكون المقصود من الدراسة الوصول إلى معرفة عامّة ليست قاصرة على فن، أو مذهب، أو مكان، أو زمان، أو مجتمع  ونحو ذلك.
النوع الثاني: أن يكون موضوع البحث خاصّاً بمعنى أن يكون المقصود من الدراسة الوصول إلى معرفة خاصّة بفن، أو مذهب، أو مكان، أو زمان، أو مجتمع، ونحو ذلك. وتكون نتائج البحث قاصرة على ما أُجريت الدراسة فيه ولا تعمّ غيرها.
ب ـ الاعتبار الثاني: طبيعة البحث :
يتنوّع البحث بهذا الاعتبار إلى عدة أنواع وهى :
النوع الأول: البحث العلمي النظري: وهو البحث الذي يُقصد به الوصول إلى الحقيقة العامة ومعرفتها دون التعرض إلى التطبيق العملي لها، وغالبا ما يكون هذا النوع من البحث في العلوم الإنسانيّة: كالعلوم الدينية واللغويّة والاجتماعية والفلسفيّة وغيرها.
النوع الثاني: البحث العلمي التطبيقي: وهو البحث الذي يُقصد به الوصول إلى النتائج من خلال النظر والدراسة للجانب التطبيقي لموضوع البحث، سواء أكان هذا التطبيق عند شخص معين، أو أهل فن، أو مذهب، أو مجتمع ونحو ذلك.
والواجب أن يجمع البحث بين الجانبين النظري والتطبيقي لتقويم وتصحيح وتوجيه الأعمال،  إذ المقصود من البحوث هو التطبيق العملي للنتائج التي انتهت إليها .
ج ـ الاعتبار الثالث: الباعث إلى إعداد البحث :
يتنوّع البحث بهذا الاعتبار إلى عدة أنواع وهى :
1 ـ النوع الأول: أن يكون الباعث إلى إعداده الرغبة الشخصيّة عند الباحث ليُحقق هدفاً من الأهداف التي يتصدّى الباحث لأجل تحقيق شيء منها كإضافة جديد أو توضيح غامض أو ترتيب مُختلط.. إلخ
2 ـ النوع الثاني: أن يكون الباعث إلى إعداده طلب مؤسّسة علميّة له كجامعة أو مركز علمي أو مجلّة مُتخصّصة أو طلب بعض الجهات له لإلقائه في ندوة علميّة أو مؤتمر علمي .
3 ـ النوع الثالث: أن يكون الباعث إلى إعداده تدريب من يقوم بهذا البحث على إعداد البحوث تمهيداً لتكلفة ببحوث أوسع و أعمق.
 وهذا البحث هو ما يُكلّف به الطالب في أثناء دراسته في الجامعة و يُسمّى بالبحث الصفّي أو الجامعي,  ويُقصد منه تدريب الطالب على كيفية إعداد البحوث تمهيداً لإعداد بحوث بطريقة صحيحة.
4 ـ النوع الرابع: أن يكون الباعث إلى إعداده الحصول على درجة علميّة أكاديمية، وهي:
          ـ بحث التخرج أو البحث الجامعي: ويكون من متطلبات درجة الليسانس أو الباكالوريوس، وتكون في السنة الجامعية الأخيرة.
          ـ بحث الماجستير، ويطلق عليه رسالة أو الأطروحة.
          ـ بحث الدكتوراه، ويطلق عليه رسالة أو الأطروحة.
          ـ بحث الترقية.

  (4) الغاية من البحث:
يقول حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون: ((ثم إن التأليف على سبعة أقسام لا يؤلف عالم عاقل إلا فيها وهي:
1 ـ إما شيء لم يُسبق إليه فيخترعه.
2 ـ أو شيء ناقص يُتمّمه.
3 ـ أو شيء مُغلق يشرحه.
4 ـ أو شيء طويل يختصره دون أن يُخلّ بشيء من معانيه.
5 ـ  أو شيء مُتفرّق يجمعه.
6 ـ  أو شيء مختلط يُرتّبه.
7 ـ أو شيء أخطأ فيه مُصنفه فيصلحه

(5) ماهــيــــــــــة البحث العلمي
يعرف البحث العلمي بأنه : ــ
1.    سلوك إجرائي واعٍ يحدث بعمليات تخطيطية وتنفيذية متنوعة للحصول على النتائج المرجوة .
2.    هو سلوك إنساني منظم بهدف استقصاء صحة معلومة أو فرضية أو توضيح لموقف أو ظاهرة وفهم أسبابها وآليات معالجتها ، أو إيجاد حل ناجع لمشكلة محددة أو سلوك اجتماعي يهم الفرد والمجتمع .
3.    عملية فكرية منظمة يقوم بها الباحث من أجل تقصى الحقائـــق في شأن مسألة أو مشكــــلة معينة وتسمى ( موضوع البحث ) ، باتباع طريقة علمية منظمة تسمى ( منهج البحث ) ، بغية الوصول إلى حلول ملائمة للعلاج أو نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المماثلة وتسمى ( نتائج البحث).

(6) ماهيـــــة الأخــــــــلاق
    تعريف " الالتزام الأخلاقي " : ــ
    " وعي المعلم بحجم ونوع الآثار الخلقية لتصرفاته لخلق البيئة الأخلاقية  الملائمة للالتزام الخلقي وتطوره سواء على مستوى الفرد أو الجماعة " .  
        تعريف "الأخلاق ": ــ
" ما يجب عليك أن تفعله ، وبتحديد أكثر أن تعرف ما التصرف الصحيح وما التصرف الخاطئ " 
        تعريف" أخلاق المهنة" :
" هي مجموعة من معايير السلوك الرسمية وغير الرسمية التي يستخدمها أعضاء هيئة التدريس مرجعًا يوجه سلوكهم في أثناء أدائهم لوظائفهم وتستخدمها الإدارة والمجتمع للحكم على التزامهم " 

(7) مصادر المبادئ الأخلاقيـــــــــــة : ــ
     تستمد المصادر الأخلاقية من مصدرين رئيسين :
المصدر الأول : ـ القيم الإنسانية الأساسية المنبثقة من الديانات السماوية .
المصدر الثاني : ـ الثقافة السائدة في المجتمع وما يفعله الآخرون .
المصدر الثالث:- القوانين والتشريعات والأعراف الجامعية .
 (8)الضوابط والشروط الأخلاقية لإجراء البحوث:
1.  أن يسهم البحث العلمي في التنمية البشرية والمعرفية وتحسين نوعية الحياة والرعاية الشاملة للحفاظ على كرامة الإنسان.
2.  أن تفوق الفوائد المرجوة من البحث العلمي الأضرار المتوقع حدوثها للمجتمع منه.
3. أن تتفق وسائل البحث العلمي مع مبادئ الأخلاق وألا تكون الغاية النبيلة مبررة لوسيلة غير أخلاقية.
4. ألا تتعارض فرضية البحث ومخرجاته مع الإطار الأخلاقي ومبادئ حماية الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه.
     (9)الالتزامات والضوابط الأخلاقية في جميع مراحل عملية البحث:
1. في اختيار موضوع البحث: أن هدف العلم هو العمل من اجل عالم أفضل، وينبغي ألا يستخدم لأغراض يقصد بها الأضرار بالبشر أو البيئة، وعلى العلماء أن يضعوا المضامين الأخلاقية لأعمالهم.
2. في تصميم البحث: لا يقبل أي بروتوكول بحثي من الناحية الأخلاقية ما لم يخاطب ويناقش كافة أوجه المسائل الأخلاقية للدراسة.
3. في تنفيذ الدراسة: تتبع إمكانية تنفيذ إجراءات الحماية الأخلاقية في تصميم أي بحث.
4. في التقرير عن البحث ونشر المعلومات.
    (10)  يمكن التعرف على أربعة أنواع من الأبحاث من وجهة النظر أخلاقية:
1)البحث الذي لا يتعلق بإجراء تجارب على البشر أو الحيوان، وتقتصر تجاربه على البيئة المحيطة بالإنسان ومصادر الماء والغذاء، وهذه النوعية ترتبط أيضاً، بمبادئ الأخلاق التي تغطى الأبحاث بصفة عامة.
2)البحث المتعلق بالبشر، ولكن ليس له صفة التجريبية، فيقع تحت هذا التصنيف أبحاث الأوبئة والدراسات الميدانية والأبحاث الميدانية، وعلى الرغم من عدم وجوب تجارب في مثل هذه الدراسات إلا أنها يمكن أن تقتحم خصوصية الفرد وحتى المجتمع.
3) البحث المتعلق بإجراء تجارب على البشر، وهذا هو النوع الذي يثير أكثر المخاوف الأخلاقية، ويمكن إعادة تقسيم هذا النمط إلى فرعين آخرين هما:
1) البحث الذي له طبيعة علاجية أو تشخيصية، ويتم على المرضى الذين يتوقعون فائدة محتملة من جراء اشتراكهم.
2) البحث الذي له طبيعة علمية بحته، حيث يتطوع له البشر بغرض تقدم علم الطب ولكنهم لا يحصلون على أي فائدة علاجية أو تشخيصية من جرّاء ذلك، وهذه المرتبة من البحوث تحتاج إلى حماية أخلاقية أكثر.
4) البحث الخاص بالتجارب على الحيوان، وهذه النوعية لا تلقى الكثير من الاهتمام حالياً.

تقتضي أخلاقيات البحث العلمي احترام حقوق الآخرين وآرائهم وكرامتهم، سواء أكانوا من الزملاء الباحثين، أم من المشاركين في البحث أم من المستهدفين من البحث، وتتبنى مبادئ أخلاقيات البحث العلمي عامة قيمتي " العمل الإيجابي " و " تجنب الضرر " ، وهاتان القيمتان يجب أن تكونا ركيزتي الاعتبارات الأخلاقية خلال عملية البحث ، المبادىء الأساسية لاخلاقيات البحث العلمى :
1- المصداقية : ( Truthfulness )
يجب أن تكون نتائج بحثك منقولة بصدق، وأن تكون أمينا فيما تنقله، وألا تكمل أية معلومات ناقصة أو غير كاملة معتمدا على ما تظنه قد حصل ، ولا تحاول إدخال بيانات معتمدا على نتائج النظريات ، أو الأشخاص الآخرين .
2- الخبرة : ( Expertise )
يجب أن يكون العمل الذي تقوم به في البحث مناسباً لمستوى خبرتك وتدريبك ، أولا أعد العمل المبدئي ثم حاول فهم النظرية بدقة قبل أن تطبق المفاهيم أو الإجراءات ، وسيكون الشخص الخبير في مجال بحثك خير مساعد لك في اختيار الأشياء التي ينبغي عليك النظر فيها .
3- السلامة :( Safety )
لا تعرّض نفسك لخطر جسدي أو أخلاقي ، وخذ احتياطاتك التحضيرية عند التجارب كلها ، ولا تحاول تنفيذ بحثك في بيئات قد تكون خطرة من النواحي الجيولوجية ، الجوية ، الاجتماعية ، أو الكيميائية ، كما أن سلامة المستهدفين من البحث مهمة أيضا ، فلا تحرجهم أو تشعرهم بالخجل أو تعرضهم للخطر في موضوع بحثك.
4- الثقة : ( Trust )
حاول بناء علاقة ثقة مع الذين تعمل معهم ، حتى تحصل على تعاون أكبر منهم ونتائج أكثر أدقة، ولا تستغل ثقة الناس الذين تقوم بدراستهم .
5- الموافقة : (Consent )
تأكد دائما من حصولك على موافقة سابقة من الذين تود العمل معهم خلال فترة البحث ، إذ يجب أن يعلم الأفراد المراد دراستهم أنهم تحت الدراسة ، فمثلا إذا احتجت الدخول في ملكية الآخرين عليك الحصول على موافقتهم لذلك ، فعدم التخطيط المبدئي والجيد لبحثك قد يضطرك للبحث عن موقع آخر والبدء من جديد
6- الانسحاب : ( Withdrawal )
الناس لديهم الحق للانسحاب من الدراسة في أي وقت ، وتذكر دائما أن المشاركين غالبا ما يكونون متطوعين ويجب معاملتهم باحترام وأن الوقت الذي يخصمونه لأجل بحثك يمكنهم أن يقضوه في عمل آخر أكثر ربحا وفائدة لهم ، ولهذا السبب يجب أن تتوقع انسحاب بعض المشاركين ، والأفضل لك أن تبدأ بحثك بأكبر عدد ممكن من الأفراد لتضعهم تحت الدراسة ، بحيث يمكنك الاستمرار مع مجموعة كبيرة كافية لتتأكد من أن نتائج بحثك ذات معنى .
7- التسجيل الرقمي : ( Digital Recording )
لا تقم بتسجيل الأصوات أو التقاط صور أو تصوير فيديو دون موافقة المستهدفين من البحث ، وأحصل على الموافقة المسبقة قبل بدء أي تسجيل ، ولا تحاول استخدام آلات تصوير أو ناقلات صوت مخبأة لتسجيل أصوات وحركات المستهدفين ، ولابد أن تدرك أن طلب الموافقة بعد التصوير غير مقبول .
8- التغذية الراجعة : ( Feedback )
إذا كان بمقدورك إعطاء تغذية راجعة للمستهدفين من بحثك فافعل ، قد لا يكون بمقدورك تزويد المشاركين بالتقرير كاملا ، ولكن إعطائهم ملخصا أو بعض العبارات والتوصيات قد تكون مهمة لديهم وتفي بالغرض المطلوب ، ومهم جداً أن تعرض عليهم الصور والأصوات أو النصوص المطبوعة للعبارات التي قالوها مسبقا قبل النشر ، حتى لا يتعرض المستهدفون لأي ضرر جسدي أو معنوي بسبب تفسيرك لما قالوه أو فعلوه ، تأكد دائما من أخذ الموافقة المسبقة قبل النشر .
9- الأمل المزيف / الكاذب : ( False Hope )
لا تجعل المستهدفين يعتقدون من خلال أسئلتك بأن الأمور سوف تتغير بسبب بحثك أو مشروعك الذي تجريه، ولا تعطِ وعودًا خارج نطاق بحثك أو سلطتك أو مركزك أو تأثيرك.
10- مراعاة مشاعر الآخرينVulnerability ): )
قد يكون بعض المستهدفين أكثر عرضة للشعور بالانهزامية أو الاستسلام بسبب عامل السن أو المرض أو عدم القدرة على الفهم أو التعبير؛ فيجب عليك مراعاة مشاعرهم.

11- استغلال المواقف: ( Exploitation )
لا تستغل المواقف لصالح بحثك؛ فلا تفسر ما تلاحظه أو ما يقوله الآخرون بشكل غير مباشر حتى تخدم بحثك .
12- سرية المعلومات ( Anonymity )
عليك حماية هوية المستهدفين في كل الأوقات فلا تعطِ أسماء أو تلميحات تؤدي إلى كشف هويتهم الحقيقية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تحويل الأسماء إلى أرقام أو رموز مع التأكد من إتلاف كل ما يتعلق بهوية المستهدفين بعد انتهاء الدراسة .
13- حقوق الحيوان ( Animal Rights )
إذا كانت دراستك متعلقة بالحيوان فإن هناك اعتبارات أخلاقية في هذا الخصوص يجب عليك مراعاتها؛ إذ يجب عليك معاملة الحيوان ورعايته الرعاية اللائقة به والإحساس بمدى الألم وعدم الراحة عنده ، هذا بالتوافق مع متطلبات أهداف أي دراسة أو بحث تقوم به ، يجب أن تبحث عن النصيحة من المعلم المشرف والشخص الخبير في مجال البحث الذي تجريه قبل البدء بأي دراسة تقتضي وجود حيوانات سواء في المختبر أو في ميدان الدراسة .

(12) شروط البحث العلمي :
حتى يكون البحث ناجحاً لا بد من توافر شروط علمية فيه منها:
1. أن يُقَدِّم شيئاً جديداً
من الضروري جداً أن يُقَدِّر الباحث أهمية الموضوع الذي سيكتب فيه وجِدَّتَه وطرافته، فلا يكتب موضوعاً سَبَقَه غيره إليه فأشْبَعَه بحثاً وتحليلاً وبياناً، اللهم إلا إذا كان غيره قد تناول جانباً من جوانبه، فلا بأس في أن يختار جانباً أخر، ولا شك أن لكل موضوع عدّ!ة جوانب.
2. الحيوية والواقعية
ومن أهم عوامل نجاح الموضوع أن يكون حيوياً واقعياً، له صِلة قوية بميل الطالب، وحاجة المجتمع وكلما اتسعت دائرة الانتفاع به ازدادت أهميته، فالكتابة بموضوع يهم الناس ويقدِّم لهم نفعاً، أو حلولاً لمشاكلهم، أو يشخص لهم مرضاً، أو يسعى في تطوير مجتمعهم وراحتهم ورفاهيتهم، أهم من الكتابة بموضوع خيالي بعيد عن واقع الناس لأنهم لن يهتموا به.
3. خصوبته وغزارة مصادره
ومن عوامل نجاح البحث أيضا خصوبة مادته وأفكاره، وغزارة مصادره وتوافرها، وعلى العكس من ذلك البحث الفقير بالمادة العلمية، الفقير بالمصادر لن يكون ناجحاً وسيُتعِب كاتبه كثيراً، ولذلك كان من أهم واجبات الباحث قبل اختيار بحثه أن يبحث عن مصادره، ليعرف هل يستطيع الكتابة فيه أم لا؟
4. وضوح المنهج
وممن عوامل نجاح البحث وضوح منهجه، وتنظيم خطته بشكل منطقي واضح مستوعِب، فيوزع أفكاره الرئيسة ضمن أبواب وفصول منسجمة، ثم يبدأ الكتابة بحيث يسلسل أفكاره، وينتقل مع القاريء من نقطة إلى أخرى بترابط، فيُحِس قاريء بحثه أنه يهضم ما يقرأ، فلا ينتقل لما بعده إلا وقد استوعب ما قبله وفهمه، وعلى العكس يكون الغموض.

 5. تحديد عنوان الموضوع بدقة
إن عنوان الموضوع يجب أن يعبِّر عن مضمونه، وتُختَصر عناوين الأبحاث عادةً في كلمتيْن أو ثلاثة، فيجب على الباحث أن يُحدِّد موضوعه تحديداً دقيقاً، ولا يخرج في المعالجة عنه، ولا يمهِّد له بالمقدمات الطويلة جداً، أو يأتي بمتعلقاته بشكل موسّع جداً، فيه استطراد وشطط وخروج عن المقصود، بل يحاول التركيز الجاد على موضوعه، وعدم ذكر إلا ما يتعلق به من قرب، وخير الكلام ما قلَّ ودلّ، فالحشو، والاستطرادات المملّة لملء الصفحات، والخروج عن الموضوع أمور مزعجة للقاريء تنفِّر من البحث.
6. سلامة الأسلوب ووضوح العبارة
إن مما يُكسِب البحث أهمية كبيرة، سلامة أسلوبه من الأخطاء النحوية واللغوية، ووضوح عباراته، وعدم غموضها وإن مما يُفقد البحث أهميته كثرة الأخطاء النحوية أو اللغوية أو العلمية، فعلى الباحث أن يَحرِص على الكتابة وفق الأساليب الإنشائية العربية الفصيحة، محاولاً قدر الإمكان تجنب الأخطاء النحوية واللغوية، وإذا كان ضعيفا في اللغة، فليحاول تلافي نقصه بطلب هذا العلم على أهله، وكثرة المطالعة في كتبه، وليستعن بأساتذة وبزملاء له أقوياء في اللغة في قراءة بحثه، ليستدركوا أخطاءه قبل طبع البحث وظهوره.
7. دقّة المعلومات
إن المعلومات الموثَّقة بذكر مصادرها، والمبَيَّنة بالأرقام، تدل على الدِّقة في البحث، وتعطي القاريء معلومات أكيدة، وعلى العكس من ذلك النقل الجُزاف من الذاكرة، أو ما يتناقله الناس دون تمحيص أو تدقيق وبحث عن مصادره، والتأكد من سلامته، أمور تفقد البحث أهميته وقيمته.







(13)أهم مبادئ وأخلاقيات البحث العلمي من وجهة النظر الاسلامية:
1 – الصدق:
فالله تعالى قد أمر بالصدق، ومدح الصادقين في كتابه العزيز بقوله عز وجل: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ] (سورة التوبة: 110)، وقوله تعالى: [لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا] {الأحزاب:24} .
وفي المقابل فقد نهى الله تعالى عن الكذب وذمّ الكاذبين بقوله تعالى: [فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ] {آل عمران:61} ، وقوله تعالى: [وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ] (غافر:28) ، وغير ذلك كثير في كتاب الله تعالى، ومثله في سنة رسول الله ?.
وإذا كان الصدق هو: القول المقبول لمطابقته الواقع( )، فإن هذا يعني أن مخرجات البحث العمي يجب أن تتصف بالصدق؛ وهذا لا يكون إلا إذا كانت معطياته صادقة، نطابقة للواقع، ذلك أن الكذب في مخرجات البحث العلمي هو تزييف للحقيقة، وتضليل للناس، فالكذب في مخرجات الأبحاث الاجتماعية مثلاً، يعني تضليل المجتمع، والانحراف به عن جادة الصواب، والكذب في مخرجات الابحاث الاقتصادية يعني خسائر في الاقتصاد وغير ذلك.
ومثال هذا الابحاث التي أجريت على الإشعاعات المنبعثة من هوائيات شركات الهواتف المحمولة، فقد طالعنا بعضها بأنه لا ضرر فيها على صحة الإنسان، وبعضها بوجود ضرر على الصحة، وإذا كان الأمر كذلك فلا بد أن يكون كذب في أحد الجانبين.
2- الأمانة:
والأمانة عكس الخيانة، وقد أمر الله تعالى بالأمانة فقال: [إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا] {النساء:58}، ونهي عن الخيانة فقال: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ] {الأنفال:27}.
والبحث العلمي هو أمانة من الأمانات؛ ذلك أن الباحث لا ينتفع وخده بثمار بحثه، وإنما مخرجاته ذات أثر في المجتمع، فإذا خان فيه بأن غشّ في مدخلاته، ولم يتحرَ الحق فيها، وزور مخرجاته، أو جحد ما هو صادق منها، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين، كما ورد في الآية السابقة.
وجحد الحقيقة في البحث العلمي إنما هي تلبيس على المجتمع في شتى جوانب حياته.
3 – عدم انتحال شخوص الآخرين:
ويكون هذا في البحث العلمي بما يُسمى سرقة الأبحاث العلمية ونسبتها إلى النفس، وهذا محرم في شرع الله تعالى، حيث فيه انتحال لأشخاص الآحرين، يقول الله تعالى: [مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ] {ق:18}، فكل إنسان بمقتضى هذه الآية مسؤول عما يقول؛ وعليه فإن نسب لنفسه ما ليس له، فهو عاص لله تعالى، حيث ادعى قول غيره.
ومن كان من هذا القبيل لا يمكن أن يكون مؤتمناً على عمل يعود جناه على الأمة بأكملها، لأن من يحتال على شخص فيسرق عمله، قد يحتال على الأمة بأسرها.
4 – الإشارة إلى الاقتباس وعدم بتر الكلام:
كما أنه لا يجوز انتحال شخوص الآخرين بنسبة عملهم إلى النفس، فكذلك يجب الإشارة إلى ما نقتبسه من أقوالهم، والمروءة وحسن الخلق يقضيان بنقل أقوال الآخرين وأفكارهم كاملة غير مبتورة، على نسق (ويل للمصلين) من أجل اتخاذها مطية لإثبات قول أو فعل، لا علاقة بالكلام المقتبس به، وهذا من الخطورة بمكان، لأننا نحنل في هذه الحالة صاحب الاقتباس ما لم يقله، وننسب إليه ما لا يرضى أن ينسبه لنفسه، وهذا محرم لقول الله تعالى: [وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا] {النساء:112}.
5 – حسن عزو المعلومات إلى مصادرها الأصلية:
وهذ من بدهيات البحث العلمي، وهو فرع عن الأمانة التي تحدثنا عنها سابقاً، حيث سوء العزو أو إهماله يعني جحد حقوق الآخرين، والجور عليهم، وفي هذا تزييف للحقائق، وهو لا يتناسب مع طبيعة البحث ا لعلمي.
6 – الدقة:
والمقصود بها حسن التمييز بين الأشياء، والوضوح في الرؤيا، ومعرفة حدود موضوع البحث.
وما سبق هو من الحكمة، وقد امتن الله تعالى على من اتصف بذلك، فقال: [يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ] (البقرة:269).
وللدقة أثر كبير على مخرجات البحث العلمي؛ إذ الدقة في عملية البحث وإجراءاته، تعنى مخرجات دقيقة، إذا النتائج دائماً تتبع المقدمات، أما الخلط في المفاهيم، والأدبيات، وعدم تحري الدقة في عناصر البحث وخاماته – كما هو الحال في الأبحاث التطبيقية – قد تؤدي إلى نتائج سلبية غير دقيقة لا محالة.
7 – الحرية:
والحرية هي تمكن الباحث من القيام بالعملية البحثية دونما إملاءات أو شروط، إلا فيما يتعلق بمنهجية البحث، والالتزام بالأسس التي يقوم عليها البحث العلمي، والتي ذكرناها في بداية هذا البحث؛ ذلك أنه لا توجد حرية مطلقة، وإنما لكل عمل ضوابطه وحدوده كما هو معلوم.
والقرآن الكريم يأمر بتدبر الأمور والنظر فيها دونما قيد إذا كانت غير خاجة على السس السابقة وخصوصاً العقدية منها، يقول الله تعالى: [أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ]( الأعراف:185)، فالآية تنعي على من لم يتدبروا هذا الكون، وقد أمر الإنسان بالنظر في خلق الله دونما قيد أو شرط، حتى يصل بتأمله هذا إلى المقصود هذا الخلق.
وعلى ذلك فالحرية في البحث العلمي تثري عملية البحث، وتفيد في تعدد جوانبها وموضوعاتها، وتحرض على المنافسة بين الباحثين، بما يحقق التقدم العلمي المنشود، وهذا هو سبب تفوق علماء المسلمين في صدر الدولة الإسلامية، أن كانوا على قدر وافر من الحرية التي مكنتهم من خوض كل مجالات الحياة، ومنها ما لم يعرفه من كانوا قبلهم من العلماء.
8 – الجرأة:
ونعني بها هنا الإقدام بلا خوف أو وجل على مجالات البحث المختلفة، والتصريح بمخرجات الأبحاث مهما كانت آثارها، إن على فرد بعينه، كالحكام وولاة الأمور، أو على المجتمع نفسه.
وقد ضرب لنا الإمام أحمد بن حنبل مثلاً رائعاً في التصريح بمقتضى علمه في أمر خلق خلق القرآن، وتحمل كل ما تحمّل من الأذى والعذاب في سبيل قول الحق.
ذلك أن في الجبن كتم الحقائق، وضياع الحقوق، وخصوصاً إذا كانت مخرجات البحث ذات علاقة بالناحية الاجتماعية، فإنها تعنى قيام البناء الاجتماعي على منظومة من الأخطاء، التي يرسخ في أذهان الناس صوابها.
أما في المجالات التطبيقية فإن الجبن وعدم الجرأة في إعلان نتائج الأبحاث، أو الخوص في مجالات بحثية معينة قبل ذلك، يؤدي إلى تخلف المجتمع عن ركب الحضارة، كما هو حاصل في كثير من المجتمعات اليوم، التي حرمتها الدول المهيمنة عالمياً من الخوص من مجالات أبحاث الطاقة النووية وغيرها.
9 – عدم المساس بالكرامة الإنسانية:
الإنسان مخلوق مكرم – كما بينا في بداية هذا البحث – وعلى ذلك لا يجوز المساس بهذه الخاصية للإنسان، لا حال حياته ولا حال مماته، فلا يجوز جعل الإنسان مسرحاً للأبحاث والتجارب العلمية إلا في حالات الضرورة التي يترتب عليها مصلحة محققة للإنسان، وعليه فإنه لا يجوز القيام بأبحاث الاستنساخ التي تهدف إلى استنساخ كائن بشري بالكامل، وكلك لا يجوز القيام بالأبحاث التي تؤدي إلى اختلاط الأنساب كزراعة الأرحام، والخصى وغير ذلك من التجارب التي تجرى على خلايا المنشأ، وكذلك لا تجوز تجارب تحويل الجنس، وبالجملة فإنه لا يجوز القيام بالأبحاث التي تؤدي إلى سلب كرامة الإنسان أو تشويه صورةه وإخراجها عن أصل خلقتها التي خلق الله البشر عليها.
10- عدم إلحاق الضرر بالبيئة وتخريبها:
إن الله تعالى قد خلق الكون وسخره للإنسان، وجعل كل مافيه تحت أمره وطوع إرادته، يقول الله تعالى: [هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] (البقرة:29)، ويقول تعالى: [ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ] {هود:61} ، فالله تعالى سخر للإنسان ما في الكون ثم كلفه بعمارته حتى تستقيم حياته، وعلى ذلك فلا يستقيم أن يقوم الإنسان بتخريب هذا الكون الذي يمكنه من خلاله الوفاء بحاجاته ومتطلبات حياته؛ لذلك نهى الله تعالى عن أفساد الكون بقوله: [وَلَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا] (الأعراف:56)، ويقول: [وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ] {البقرة:205}.
ومما بجدر التأكيد عليه في هذا المقام ضرورة عدم تعذيب الحيوان مهما كان؛ وخصوصاً عند إجراء التجارب عليه، وأن التجارب على الحيوان لا تكون إلا للضرورة التي لا بد منها، على أن لا يعذب الحيوان أثناء التجربة إذا كان لا بد من القيام بالتجربة عليه، فقد دعانا رسول الله ? إلى الرفق بالحيوان بقوله: "إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ".

11 – عدم إهدار الطاقة العقلية في المغيبات:
إن الإسلام يرى أن الطاقة العقلية هي نعمة وهبها الله تعالى للبشر، يقول الله تعالى: [وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ](النحل:78)، والمقصود بالأفئدة هنا: القوة المفكرة في الإنسان التي تدرك بها الأشياء والعلوم( )، ومن هنا فإن الإنسان مطالب بالحفاظ على هذه النعمة، وعدم إهدارها فيما لا طائل منه، ومن ذلك إعمالها في المغيبات، فكل ما يوجه إلى الغيبيات من الأبحاث ممنوع في الإسلام؛ أن البحث فيها لا ينتج شيئاً، لعدم إمكانية تصورها، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره، لذلك جاء في الحديث الشريف عن النبي ? "تفكروا في حلق الله ولا تفكروا في ذات الله"( )
12 – المقدرة على النقد الذاتي والاعتراف بالخطأ:
من أهم الأخلاق التي يجب أن تتوفر في البحث؛ ذلك أن تقويم السلوك البحثي ومراجعته، كشف خطئه والاعتراف بهذا الخطأ، ضمان هام من ضمانات نجاح البحث العلمي، وتوجيهه باتجاه الصواب، والإسلام قد حثنا على مارجعة النفس ومحاسبتها، قال الله تعالى: [وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ] {القيامة:2}، وجاء في الحديث الشريف: "كل ابن آدام خطاء، وخير الخطائين التوابون"( )، وجاء عن عمر بن الخطاب أيضاً: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا"( )، وإذا كان العلم أمانة من الأمانات كما بيّنا سابقاً، فيجب على الإنسان أن يقوّم سلوكه البحثي لئلا يكون قد أخطأ فيحاس بعلى خطئه هذا.

(14)أخطاء يقع فيها الباحث خلال المراحل المختلفة لإجراءات البحث العلمي :
 أولاً : ــ اختيار مشكلة البحث : ــ 
•اختيار موضوع البحث العلمي أو مشكلة البحث بشكل عشوائي، وبمجرد أن تخطر على بال الباحث للوهلة الأولى، أو يقترح له من غير تعمق في أهميتها أو اتفاقها مع قدراته وطموحاته المستقبلية ، قد تؤدي إلى أبحاث ليست ذات قيمة علمية، ومتسرعة ، بل يجب على الباحث أن يراجع ويطلع على المجلات  العلمية ، وشبكة الإنترنت ، والنشرات والدوريات العلمية في مجال تخصصه ليستطيع التوصل باقتدار إلى فكرة البحث التي لا تتعارض مع القيم الأخلاقية والثقافية والدينية للمجتمع ، وأن يتعمق في مراجعة التراث الفكري للموضوع .
•قد يختار الباحث فروضا أو تساؤلات غير قابلة للقياس ، مما يؤدى إلى إغفال مقصود أو غير مقصود لعامل أو جانب مهم في البحث .
•التساهل في تطوير خطة ممكنة مدروسة للبحث ، فيفقد الباحث بذلك أداة منظمة موجهة للمسئوليات المقررة للحصول على الحلول المرجوة لمشكلته .
ثانياً : أخطاء مراجعة الدراسات والأبحاث السابقة ( المرتبطة بموضوع البحث) : ــ
•سرعة إجراء مراجعة للدراسات والأبحاث السابقة ، قد تؤدى بالباحث إلى أن يتجاوز في نتائج  البحث عن بعض المعلومات المهمة لبحثة ، أو يؤدى به لبحث مشكلة مدروسة للتو .
•عدم إجراء دراسة كافية بالاطلاع على مزيد من البحوث المرتبطة ، والاعتماد على المصادر الثانوية بدرجة كبيرة ، أو الاكتفاء بملخصات الأبحاث فقط .
•التركيز على نتائج الدراسات السابقة دون طرقها وقياساتها وأساليب معالجتها للبيانات ، مما قد يؤدى إلى أن يفقد الباحث بعض المعلومات ، أو الأفكار الموجهة لأدوات وإجراءات وطرق بحثه.
•عدم الدقة أو الخطأ في كتابة أسماء الباحثين الذين أعدوا الدراسات والأبحاث السابقة للبحث ، أو إغفال سنوات إعدادها ، ويدخل هذا الخطأ ضمن أخلاقيات البحث العلمي ، إذ يجب ألا ينقل الباحث أي فكرة أو نتيجة معلومة دون الإشارة إلى المرجع الذى اقتبس أو نقل منه المعلومة للتأكد من مصداقيتها .

ثالثاً :  أخطاء منهجية البحث : ــ
•التهاون في اقتراح منهجية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار كافة خطوات البحث العلمي وما يتطلبه كل منها من تنفيذ وأدوات وقياسات ومعالجة إحصائية وتفسير للنتائج ، مما قد يؤدى إلى البطء في إنجاز البحث وتخبط عملياته أو انحرافه عن الهدف الموضوع من أجله .
•الإهمال في توصيف دقيق لمواد البحث الأمر الذى يؤدى لاختيار عينات وبيانات قد لا تمثل بالكامل مشكلة البحث المراد حلها .
•استخدام أعداد قليلة لعينة البحث مما يعطى بيانات غير ذات قيمة علمية أو تطبيقية عامة
•استعمال أدوات وقياسات وأساليب غير ملائمة لطبيعة عينة البحث ، بالإضافة إلى عدم معرفة الباحث لكيفية استخدام أدوات القياس فيؤدي ذلك إلى الحصول على نتائج غير دقيقة .
رابعاً : أخطاء جمع البيانات : ــ
•الافتقار إلى الألفة بين الباحث وأفراد عينة البحث قد يؤثر بشكل مباشر في صلاحية إجراءات تنفيذ البحث والقياسات والحصول على بيانات محكمة ودقيقة .
•قد يلجأ الباحث إلى تعديل لبيئة البحث أو عوامل البحث تسهيلاً للحصول على البيانات المطلوبة مشوهاً بذلك طبيعة حدوث النتائج بالصيغة التي قصدها البحث أساساً .
•استخدام أدوات غير صالحة للقياس مما يعطى نتائج خاطئة أو استخدام أدوات لا يستطيع الباحث تشغيلها بطريقة صحيحة لعدم كفاءته العلمية أو الوظيفية، فيكون الوصول إلى نتائج غير دقيقة ولا تتناسب مع أخلاقيات البحث العلمي .
خامساً : أخطاء التحليل الإحصائي : ــ
• الاكتفاء بتقرير الحقائق دون دمجها معاً ، وصياغة استنتاجات غير منطقية .
•تفسير النتائج بشكل غير منطقي وناقص ، أو وفقا لأهواء الباحث وميوله الشخصية مما يفقد البحث مصداقيته  في تحقيق الهدف الذى وضع من أجله .   
                                   
سادساً : أخطاء فى عرض نتائج البحث وتفسيرها :
•يؤدى إهمال الباحث لتجميع الأفكار والبيانات والملاحظات التي تتوافر في أثناء تنفيذ إجراءات البحث إلى فقدان الباحث لها نتيجة عامل النسيان غالباً ، لذا تظهر الحاجة ماسة إليها خلال عرض وتفسير نتائج البحث .
•يجب أن يكون البحث أخلاقياً في تصميمه وتفسير نتائجه أي يكون سليماً من الناحية العلمية والأخلاقية ( حجم العينة كافٍ لإعطاء نتائج دقيقة ومعالجتها إحصائياً ، الدقة في الأدوات والأجهزة المستخدمة ، كتابة المراجع العلمية التي تم الاستعانة بها بكل المصداقية .... الخ ) .كما لا يمكن التوصل إلى نتائج لا يمكن تبريرها .
•تقديم فقرة أو فصل من الدراسات والأبحاث السابقة بصيغ وجمل مشتتة ، ويقدم الباحث في كل منها معلومات غير مهمة في بعض الأحيان دون دمجها معاً بأسلوب منطقي مفيد يتعلق بموضوع البحث .
•استعمال الاقتباس الحرفي بكثرة ودون مناسبة أحياناً مع عدم ذكر المؤلف الحقيقي الذى تنسب إليه المعلومات المقتبسة ، يتنافى مع حقوق الملكية الفكرية  ، ويعرض الباحث للمساءلة القانونية .
•إهمال لغة ودقة وتسلسل عبارات وفقراتٍ عند تفسير وتحليل البيانات ونتائج البحث أو استخلاص النتائج  الملائمة أو التهاون في كتابة المراجع العلمية بطريقة سليمة ، وإغفال أحد أسماء المؤلفين يتعارض مع أخلاقيات البحث العلمي .
•إغفال وصف أو أكثر جزئياً أو كلياً يخص البحث ، كما يلاحظ في عرض مشكلة البحث وما يتبعها عادة من خلفية وأهداف وأسئلة وفروض ، أو في كتابة منهجية البحث بمكوناتها العلمية والإحصائية المتنوعة ، أو في تحليل وتفسير البيانات واستخلاص الاستنتاجات المناسبة أو تعريف  مصطلحات البحث .

 (15)مسئولية الالتزام بأخلاقيات وضوابط البحث العلمي : ــ
أولا : ــ الباحث العلمي : ــ
يتحمل الباحث المسئولية الكاملة عن بحثه ، ولذلك يجب أن يكون مدرباً تدريباً جيداً  على إدراك الإحساس بإرشادات أخلاقيات البحث العلمي .  
ثانيا :ــ مؤسسات البحث العلمي :
إن مؤسسة البحث العلمي مسئولة عن النواحي الأخلاقية في مجال البحوث التي تجرى فيها ، ولابد أن تراجع البحوث المزمع إجراؤها وتقرها أو ترفضها أخلاقياً بوساطة اللجان الأخلاقية ،  وتقدم النصح والمشورة للباحثين الذين يقومون بعمل إجراء البحوث ، وأن تكون هذه اللجان مستقلة تماما عن الباحثين  بوساطة لجان الأخلاقيات  قبل البد ء في إجراء أي بحث .  
ثالثاً : محرّرو  المجلات العلمية :ــ
لا يجب قبول أو نشر أبحاث لا تتفق مع الأخلاق المتعارف عليها ، ويجب أن يصاحب التقرير العلمي ما يفيد إقرار البحث من لجنة الأخلاقيات في الجامعة .
رابعاً : وكالات التمويل والمنظمات : ــ
لا يجب تمويل أي بحث علمي من قبل أي وكالة دولية أو قومية إلاّ إذا أبدت بوضوح  الجوانب الأخلاقية للبحث ، وقدمت ضمانات مراقبة المبادئ الأخلاقية للبحث ، وموافقة اللجان الأخلاقية التي يجرى فيها البحث .

(16)أخلاقيات وقيــــم البحث العلمي فيما يتعلق بكل من :
أولاً : المشكلات الأخلاقية الخاصة بأفراد العينة : ــ
من الضروري لكل باحث أن يوازن بين فوائد البحث وتكاليف تلك الفوائد ، ولابد أن يناقش ذلك قبل الشروع في البحث العلمي ، فإن كانت التكاليف الأخلاقية للبحث تفوق النتائج المرجوة فعليه أن يحل هذه الإشكالية ويصرف نظره عن الاستمرار في تنفيذ إجراءات البحث ومن المسائل الأخلاقية التي يجب أن يتنبه لها الباحث:
1. الحرية في المشاركة في إجراءات البحث : ــ
وتعنى مشاركة أفراد عينة البحث طواعية دون أي ضغوط ، وهذا بدوره سيجعل الباحث أمام مشكلة يجب أن يحلها من خلال موازنته بين نتائج البحث المرجوة والتكاليف الأخلاقية لهذه النتائج 
  كما يعد أسلوب الملاحظة المستخدم في جمع البيانات انتهاكا لحرية الفرد في الموافقة أو عدم الموافقة ، إلاّ أنه في أحيان كثيرة لا يحبذ إخبار الفرد بأنه تحت الدراسة لكى لا يؤثر علمه بذلك في نتائج البحث ، وهذا بطبيعة الحال لا يخدم البحث .
2.حق تقرير الذات : ــ
ويعنى الإيمان بأن الفرد يستطيع أن يتخذ قراره بنفسه ، وحين يحدث الباحث تغييرات جوهرية في سلوك الشخص المشارك في البحث فإن هذا يعد انتهاكاً لمبدأ حق تقرير الذات .
 وقد يقال في أغلب الأحيان أن الفرد ليست لديه القدرة على صنع قراره بنفسه ، لأنه ليس مؤهلاً بالمعرفة والمعلومة الكافية ، ومن هنا لابد من الرجوع إلى القادرين على القيام بذلك نيابة عنه .
3.الضرر الجسدي والنفسي : ــ
يعنى بذلك الضرر الذى قد يتعرض له الفرد مع سبق الإصرار ، كأن يتعرض أحد أفراد عينة البحث لضرر نفسى أو جسدي عمداً وبتخطيط سابق من الباحث ، كأن يقع في مواقف محرجة تسبب القلق أو الفشل أو تفقده الاحترام الذاتي وما شابه ذلك .


4.إخفاء حقيقة هدف البحث عن أفراد العينة : ــ
بعض المشاركين في البحوث يدرك أنه تحت الدراسة ، ولكنهم لا يعلمون حقيقة البحث أو الهدف منه أو يعلمون جزءاً من ذلك ، وتخفى عليهم بقية الحقيقة من هدف البحث ، أو يعطى هدفاً غير حقيقي، وهذا منافٍ لحق الفرد ، ومنافٍ لكرامته الإنسانية .
5.تضليل المشارك بإخفاء التجربة التي سيمر بها : ــ
ويقصد بذلك أن الباحث لا يفصح لأفراد العينة عن التجربة التي سيمرون بها ، بل يوهمهم بأن كل شيء طبيعي ، والواقع أن هناك تخطيطاً يدفعه إلى الرشوة والكذب وما شابه ذلك من سلوكيات خاطئة، وهناك من يقول إن هذا التضليل وسيلة مشروعة لتطوير علم السلوك الإنساني وهو بذلك يعد مخالفاً للرأي الذى يعد انتهاكاً لحرية الفرد المشارك في البحث ، وعدم احترامه لذاته ، ومن هنا يجب على الباحث أن يكون دقيقاً جداً في الموازنة بين النتائج والأضرار ، مع ضرورة إخبار المشارك بعد الانتهاء من البحث بسبب عدم توضيح الأمور له منذ البداية .
ثانياً : المشكلات الأخلاقية الخاصة بالمستفيدين من البحث والجهات الحكومية :
يرتكب كثير من الباحثين بعض الممارسات الأخلاقية السلبية التي تخل بجودة بحوثهم ، بل إن بعضها يؤدى إلى اتخاذ قرارات خاطئة من قبل الجهات المستفيدة من البحث نظرا لعدم سلامة البحث ، وهذه الامور متعلقة بالاقتباس وجمع البيانات وتحليها ونشرها وهى:
1.السرقات العلمية : ـ
قد يلجأ بعض الباحثين إلى اقتباس بعض الفقرات من مراجع عربية أو أجنبية  وينسبونها إلى أنفسهم ، وهذا منافٍ لحقوق الملكية الفكرية ، وعلى الباحث أن يوثق كل ما يقتبسه من الآخرين بالطرق العلمية والمنهجية التي تعفيه من المساءلة القانونية  ، حتى وإن كان الاقتباس من  كتبه وبحوثه السابقة، وألاّ يبخس الآخرين حقوقهم ، وأن يلتزم بأخلاقيات البحث العلمي في هذا المجال ، لأن عدم التوثيق يُعَدُّ سرقة تعرض صاحبها للعقاب .
2.أوجه القصور في البحث :
على الباحث أن يذكر ويوضح نقاط القصور في بحثه بكل الموضوعية والشفافية ، وهذا في حد ذاته سوف يزيد من قوة البحث على عكس ما يتوقعه البعض ، فالقصور في العلوم السلوكية والاجتماعية وارد بسبب قياس المتغيرات أو طرق جمع البيانات أو تحليلها ..... إلخ .

3.النتائج السلبية : ــ
هناك اعتقاد خاطئ مفاده أن النتائج السلبية لا تستحق الذكر كالنتائج الإيجابية ، وبناءً عليه يعمد بعض الباحثين إلى تجاهل النتائج السلبية لعدم العلاقة بين متغيرات الدراسة فلا داعى لذكرها ، والصحيح أن عدم العلاقة بين المتغيرات لا يقل أهمية عن وجود علاقة فكلتا النتيجتين مفيدتان للمجتمع والهيئة الأكاديمية .
4.حدوث النتائج : ــ
بعض الباحثين يتوصل إلى النتائج بمحض الصدفة ، إلاّ أنه يذكر في بحثه بأن ذلك كان مخططاً له ، وكثير من الباحثين لا يصيغ فروضه إلاّ بعد الانتهاء من تحليل البيانات ، واستخراج النتائج ، والمعلوم في أخلاقيات البحث العلمي أن صياغة الفروض أو التساؤلات تكون قبل البدء في جمع البيانـــات وتحليلها .
 ثالثاً : أخلاقيات ما بعد الانتهاء من البحث: ــ
هناك اعتبارات أخلاقية يجب على الباحث بعد الانتهاء من بحثه أن يلتزم بها وبخاصة إذا ارتكب بعض الممارسات غير الأخلاقية تجاه أفراد عينة البحث المشاركين إذ يجب عليه أن يوضح لهم ما يأتي:
‌أ.طبيعة البحث ، وأهميته ، وقيمته العلمية للمجتمع .
ب.أهمية إسهامهم في البحث وقيمة المعلومات التي قدموها للمجتمع .
‌ج.أوجه التضليل التي تم ارتكابها ، مع كشفها لهم .
‌د.المبررات التي دعته إلى ارتكاب ممارسات غير أخلاقية .
‌ه.الاعتذار عن أي مضايقات سببها لهم الباحث أو سببتها ممارستهم في البحث .
‌و.سرية المعلومات وسرية هوية أفراد عينة البحث ( المشاركين ) ، وعدم استخدام هذه المعلومات لغير الأغراض العلمية ، وعدم الكشف عن شخصية المشاركين مهما كانت الأسباب .

(16) لماذا نهتم بالأخلاق فى الجامعة ؟
الجامعة منظمة أخلاقية لأنها تعنى بالبناء العلمي والأخلاقي للطلاب ومن غير المعقول أن تنجح الجامعة في تخريج الكوادر وإجراء البحوث من غير أن يكون سلوك أساتذتها وطلابها يتجه إلى السلوكيات الأخلاقية الحميدة والإيجابية .
لذلك نجد أن الاهتمام بالأخلاق داخل الحرم الجامعي يسهم في : ــ 
•تحسين المجتمع الجامعي ككل .
•شيوع الشعور بالرضا الاجتماعي .
•أخلاقيات العمل بكفاءة تشعر الطلاب والأساتذة بالثقة بالنفس .
•الالتزام الأخلاقي بالجامعة يؤمنها ضد المخاطر بدرجة كبيرة .
•الالتزام بأخلاقيات العمل يدعم عدداً من البرامج الأخرى مثل ( برامج الجودة الشاملة، برامج التخطيط الاستراتيجي ، برنامج التنمية البشرية ) .
•الالتزام بمواثيق أخلاقية صارمة يدفع المتعاملين إلى اللجوء في تعاملاتهم إلى الجهات الملتزمة أخلاقياً ، فالممارسة الجيدة تطرد الممارسة السيئة من ساحة العمل .
•التمسك بالأخلاقيات في الجامعة يخلق بيئة مناسبة للعمل بروح الفريق مما يؤدى إلى زيادة الدافعية للتقدم والرقى في مجال البحث العلمي .
•حرص الكليات على وجود ميثاق أخلاقي بها هو دليل يسترشد به الجميع عند ظهور خلافات حول سلوك معين .

(17) آليات مراقبة أخلاقيات البحث العلمي : ــ
•التنشئة الاجتماعية هي الآلية الأساسية لنقل أخلاقيات البحث العلمي ، وثقافة العلم بشكل عام .
•تشديد العقوبات على الانحرافات العلمية مثل السرقات العلمية .
•وضع ضوابط صارمة لنظم الترقي في المؤسسات العلمية والأكاديمية .
•وضع ضوابط للنشــر العلمي ، والعمل على تحسين ثقافة النشر العلمي .

المرجع :
1-   إلهام إسماعيل محمد شلبي ، دليل أخلاقيات البحث العلمي ، مقدم لوحدة ضمان الجودة ، جامعة القاهرة – كلية التربية الرياضية ، 2010م
متاح على : http://www.pegjazeera.com/DynamicPage.aspx?PageID=135
2-   دليل أخلاقيات البحث العلمي:
متاع على:
3-   أحمد بدر : أصول البحث العلمى ومناهجه ،المكتبه الأكاديميه، الطبعه التاسعه ، ١٩٩٦
4-   حمدى أبو الفتوح عطيفه : منهجية البحث العلمى وتطبيقاتها في الد راسات التربويه والنفسيه ،دار النشر للجامعات ، ١٩٩٦
5-   عبد الرحمن العيسوى : الإضطرابات النفسيه وعلاجها ، الدار الجامعيه ، ٢٠٠٦م.
6-   عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان : البحث العلمى ومصادر الدراسات العربيه والتاريخيه ، دارالشروق ، .١٩٩٥





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق